الحركة الوطنية المغربية (مقال )
الاسم واللقب: عبو نجاة
جامعة البويرة الجزائر
ملخص المقال:
يعتبر البحث في موضوع مكتب المغرب العربي أو بشكل أدق المحاولات الوحدوية لحركات التحرر المغاربية أثناء فترة الكفاح المغاربي ما بين سنتي 1947 ــ 1950م وما بعدها، من المواضيع المهمة والحساسة في نفس الوقت، والتي تتطلب إلمامًا دقيقًا بمختلف الجوانب المتعلقة بتأسيس مكتب المغرب العربي، وظروف كفاح مناضليه وطرق الكفاح سواء على أساس وحدوي أو قطري، ونظرًا لتشابك موضوع المكتب وارتباطه الوثيق بالنضال الوطني للبلدان المغاربية الثلاث (تونس، الجزائر، والمغرب الأقصى)، سنحاول تقديم دراسة تاريخية نقدية للمكتب.
ترجمة الملخص:
la recherche sur le thème du bureau Maghrébin ou tente plus précisément les mouvements libération pendant la période 1947 1950, en même temps se concédiez parmi l’un des sujets importants et sensibles, ce qui nécessite la connaissance des divers aspects précis relatifs à la création du bureau de Maghreb arabe, et les circonstances de la lutte ses militants et ses méthodes à la fois sur la base d'un unitaire ou en diagonale, en raison de la complexité pertinence pour la lutte nationale des trois pays du Maghreb (Tunisie, Algérie et Maroc), nous allons essayer de fournir l'étude historique critique .
قراءة تاريخية لمكتب المغرب العربي بالقاهرة 1947-1950م
أسفرت نتائج التحولات التي واكبت الحرب العالمية الثانية في المغرب العربي بروز مطلب الاستقلال وعدم الاكتفاء بمطلب الإصلاحات، وكما شكلت مرحلة تأسيس جامعة الدول العربية في مارس 1945م مرحلة تاريخية هامة بالنسبة للنضال المغاربي، خاصة مع بروز مفهوم القومية والوحدة العربية في مختلف الخطابات السياسية، فكان لها تأثير بالغ على النضال السياسي للدول المغاربية، حيث نضجت الحركة الوطنية وأصبح زعماؤها ينادون بالاستقلال والتحرر، وشكلت مرحلة الأربعينيات حدا فاصلا بين مرحلة المطالب الإصلاحية ومرحلة المطالبة بالتحرر، والاستقلال واسترداد سيادة الدولة الوطنية[1]، وكما مثلت القاهرة نقطة التقاء لمناضلي الأقطار المغاربية (تونس والجزائر والمغرب الأقصى) خاصة بعد تأسيس مكتب المغرب العربي وقد عمل مناضلوه على بعث فكرة العمل الوحدوي المغاربي، وهذا بالقيام بثورة موحدة في أقطاره الثلاث لتحقيق الاستقلال الموحد[2]، وسنحاول التركيز على توضيح محطات النضال المغاربي ما بين سنتي 1947- 1956م وهذا من خلال استعراض النشاط السياسي والعسكري لمناضلي المغرب العربي لتجسيد وحدة الكفاح أمثال عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسيويوسف الرويسي...، فكيف كانت جهود الوطنيين المغاربة بع تكتلهم في القاهرة لتحقيق الاستقلال الكامل لمنطقة المغرب العربي؟ وما هي مميزات النشاط الوحدوي بالقاهرة؟ وإلى أي مدى ساهم مكتب المغرب العربي ولجنة تحرير المغرب العربي في بعث المشاريع الوحدوية والاستقلالية للمغرب العربي؟.
1: تأسيس مكتب المغرب العربي
حظيت أجهزة التنسيق والعمل المشترك المحدثة في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، وتأسيس جامعة الدول العربية بمكانة خاصة من حيث فعالياتها النضالية وخصوبة تجربتها السياسية، إلى حد النظر إليها كمرحلة متطورة في مسيرة نضال الحركات الوطنية المغاربية، وكلحظة متقدمة في مجال التنسيق السياسي التعبوي والإعلامي[3]، وقد صممت الحركات الوطنية المغاربية على المطالبة بالاستقلال، كما مثلت هذه الحقبة أيضا بداية الحديث عن مسألة تنسيق العمل الوطني المغاربي[4] لتحقيق الاستقلال الموحد، وعدم تفاوض أي قطر من الأقطار المغاربية مع أي قوة محتلة (فرنسا أو إسبانيا)، وأن كل مبادرة عمل يجب أن تكون عامة مع استبعاد كل عمل ثوري يسلك مسلكا قطريا، ولذلك أرسل حزب الشعب وفدا إلى تونس بداية من شهر ماي 1945م للتحاور حول وحدة العمل مع أعضاء الحزب الدستوري الجديد وأعضاء الدستوري القديم، وظلت الاتصالات جارية خلال سنتي (1945 - 1946)م، وفي نفس الوقت كانت الاتصالات مع حزب الاستقلال[5] في المغرب الأقصى، والملاحظ أن هذه الاتصالات كانت قصد التنسيق على مستوى المغرب العربي من أجل وحدة النضال، وترجمت هذه الاتصالات في الأخير بمبادرة الحركات المغاربية الثلاث بتأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة[6].
وفي بداية 1947م بدأت التحضيرات من طرف المناضلين المغاربة لتهيئة الظروف لعقد مؤتمر المغرب العربي، وانعقد خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 22 فيفري 1947م بالقاهرة وحضره ممثلو الحركات الوطنية[7]، ومن مقررات المؤتمر إعادة تأسيس مكتب المغرب العربي[8]، واعتبر "حسين التريكي" تأسيس المكتب نقلة حاسمة في تاريخ الحركة التونسية، إذ أصبح الناطق باسم الحركات التحررية الثلاثة في المغرب العربي ويحرض على توحيد صفوفها ونضالها في سبيل الاستقلال[9]، وبالتالي
فإن فكرة تأسيس المكتب تعود إلى جهود المناضلين التونسيين بأوروبا، وليس إلى "عبد الرحمن عزام باشا"[10] الأمين العام لجامعة الدول العربية[11]، إذ ترأس هذا الأخير الجلسة الأولى للمؤتمر في 15 فيفري 1947م، وألقى كلمته أمام جمع غفير من رجال العرب وزعماء المشرق ثم تلاه الأستاذ "عبد الكريم غلاب"[12] من المغرب الأقصى[13].
وعالج المؤتمرون عدة مواضيع منها: الاستعمار الفرنسي والإسباني- تنسيق العمل بين الحركات الوطنية في المغرب العربي والجامعة العربية- عرض قضية المغرب العربي على الهيئات الدولية -توحيد جهود المكاتب المغاربية في مصر، وخرج المؤتمرون بقرارات في غاية الأهمية، ومنها:
1- بطلان معاهدة الحماية المفروضة على تونس ومراكش وعدم الاعتراف بأي حق لفرنسا في الجزائر.
2- مطالبة الحكومات المغاربية والهيئات الوطنية بإعلان استقلال البلاد.
3- المطالبة بجلاء القوات الأجنبية عن بلاد المغرب العربي كلها.
4- رفض الانضمام للاتحاد الفرنسي بأي شكل من الأشكال.
5- اعتبار أيام احتلال الجزائر (05 جويلية)، وفرض الحماية على تونس(12 ماي)، وفرض الحماية على مراكش(30مارس) أيام حداد في جميع أقطار المغرب العربي.
6- تعزيز الكفاح في الداخل والخارج لتحقيق الاستقلال والوحدة[14].
كانت هذه المطالب المشتركة للمؤتمرين، أما على صعيد مسألة التنسيق بين الحركات المغاربية وما هو مطلوب منها في المرحلة القادمة فقد قرر المؤتمر:
ضرورة الاتفاق بين الأحزاب الوطنية داخل كل قطر، إحكام الروابط بين الحركات الوطنية في الأقطار الثلاثة، وقد أوصى المؤتمر بضرورة الاتفاق على مبدأ الاستقلال التام وجلاء القوات الاستعمارية وتكوين لجنة دائمة من رجال الحركات الوطنية المغاربية مهمتها توحيد الخطط، وتنسيق العمل للكفاح المشترك، بالإضافة إلى توحيد المنظمات العمالية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية في الأقطار الثلاث، مع التضامن فيما بينها عن حدوث أزمات في أي قطر منها[15].
ومن قراءتنا لهذا الشق من مقررات مؤتمر المغرب العربي نلامس لأول مرة طرحا متقدما لقضية التنسيق، والعمل المشترك بين الحركات الوطنية المغاربية الثلاث، كما نعاين وعيا متطورا بأهمية استثمار فكرة المغرب العربي، واعتمادها أرضية لمواجهة الاستعمار ومقاومة أساليبه، وذلك قياسا لما كان سائدا سلفان وهو تحول غير منفصل عن طبيعة التغيرات التي شهدها الفكر القومي العربي ومناخه السياسي العام[16].
وكما تناول المؤتمرون موضوع المغرب العربي والجامعة العربية، وفي هذا الشأن قرروا مطالبة الجامعة بإعلان بطلان معاهدتي الحماية على تونس ومراكش، وعدم شرعية احتلال الجزائر وتقرير استقلال هذه الأقطار مع تعيين ممثلين عنها في مجلس الجامعة، واستعمال كل وسائلها لمساعدة الأقطار الثلاث لتحقيق استقلالها الكامل،[17] كما أكد المؤتمرون على ضرورة عرض القضية المغاربية على الهيئات الدولية بإرسال مذكرات "لهيئة الأمم المتحدة" و"المجلس الاقتصادي والاجتماعي" لشرح اعتداءات فرنسا وإسبانيا على كيان المغرب الاقتصادي، والاجتماعي[18]
وفي الأخير تدارس المؤتمرون كيفية تنسيق الأعمال التي تقوم بها مختلف المكاتب المغاربية في مصر وتوحيد نشاطها وهيئاتها لتشكيل هيئة واحدة تمثل الأقطار الثلاثة، فأصدر المؤتمر القرار التالي: "تكون رابطة الدفاع عن مراكش والوفد المراكشي في لجان الجامعة العربية ومكتب حزب الشعب الجزائري ومكتب الحزب الحر الدستوري التونسي مكتبا يسمى مكتب المغرب العربي"[19].
ومباشرة بعد إنتهاء أشغال المؤتمر شرع ممثلو الحركات الوطنية المغاربية في تنفيذ أهم قرار والمتعلق بإنشاء "مكتب المغرب العربي"، وفي هذا الشأن تم فتح دار لتوحيد مكاتب الحركات الوطنية بالقاهرة تحت راية الهيئة الجديدة، وقد اشتمل نظام المكتب على ثلاثة أقسام وهي:
- القسم المراكشي ويضم كل من حزب الاستقلال وحزب الإصلاح
- القسم التونسي ويضم الحزب الدستوري الجديد
- القسم الجزائري ويضم حزب الشعب الجزائري[20].
2 جهود المكتب النضالية ضد الاستعمار:
وتتصدر تجربة مكتب المغرب العربي بالقاهرة مقدمة هذه الأهمية وصدارة مكانتها في حقل النضال الوطني المغاربي المشترك، وهي تجربة لم تتكون عناصرها بمصر حيث مقر المكتب وحسب، بل تراكمت في أكثر من عاصمة عربية (دمشق، بيروت) وأجنبية (برلين، نيويورك) وما نريد التركيز عليه هو المجهودات التي قام بها المكتب للتعريف بقضية الاستعمار بالمغرب، والتعبئة من أجل استقلال أقطارها[21].
عمل مكتب المغرب العربي على إنضاج نشاط الحركات الوطنية المغاربية الثلاث، وتأطير وتوجيه ممارسة نخباتها السياسية، وقد حل المكتب محل مكاتب الأحزاب الخاصة بكل قطر من الأقطار المغاربية، وأصبح الهدف الرئيسي للمكتب هو تنسيق المجهود المغاربي ضد الاستعمار، وقد عمل المكتب على توسيع نطاق الدعاية لقضايا المغرب العربي على اختلافها وبكل الوسائل الممكنة، ومنذ البداية الاولى عمل المكتب على إصدار نشرة أخبار دورية موحدة لتزويد الصحف وشركات الأخبار والأنباء بالمعلومات الصحيحة عن الظروف العامة للمغرب العربي، كما أصدر المكتب بانتظام سلسلة رسائل عرض فيها قضايا الأقطار المغاربية وأحوالها وأهدافها الوطنية وحركة المقاومة، دون أن ننسى التقارير التي يعدها ثم يقوم بتقديمها في مختلف المناسبات للحكومات العربية وغيرها[22] فأصبح المكتب الهيئة الرسمية للحركات التحررية الثلاثة الموحدة ولسان حالها، فكان له دور في فضح تصرفات الاستعمار عن طريق نشرة منتظمة تصدر ثلاث مرات في الأسبوع فأغنت عن المصادر الأجنبية التي كانت المصدر الوحيد في المغرب العربي، فأصبح العالم العربي يتتبع حركة النضال في الأقطار الثلاثة، بالاطلاع على مختلف الأوضاع الداخلية، كالمجاعة التي عرفتها تونس مابين سنتي (1947-1948)م ومذبحة الدار البيضاء أفريل 1948م،... وقد أصدر المكتب عدة مؤلفات منها: "مركز الأجانب في مراكش" ولأمحمد بن عبود، وكتاب"هذه تونس" للمناضل الحبيب ثامر،و"تونس الثائر" لـــ علي البلهوان ....[23]
وقد شكل النشاط الدبلوماسي الذي قام به أعضاء مكتب المغرب العربي في القاهرة عملا مشتركا، ومنسقا تنسيقا محكما سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ، وكان هذا النشاط موجها بالدرجة الأولى نحو البعثات الدبلوماسية العربية القائمة عبر الجامعة العربية بواسطة عضوين في المكتب هما: "امحمد أحمد بن عبود" و"محمد الفاسي الحلفاوي التطواني" ، وكان هذا الوفد أول وفد مغربي يلتحق بالجامعة العربية سنة 1946م منذ تأسيسها ،وقد نجح أعضاء المكتب في ربط الاتصالات بالأحزاب السياسية المصرية مهما كانت توجهاتها وبالحكومة المصرية، وحتى مع "الملك فاروق" حيث كانت مواقفه مؤيدة لاستقلال المغرب العربي، ولم ينحصر نشاط المكتب في القاهرة بل تجاوزت حدودها إلى مختلف العواصم العربية والإسلامية من جهة،وإلى نيويورك بصفتها مقر جمعية الأمم المتحدة من جهة أخرى.
ومن أهم المؤتمرات التي شارك فيها ممثلو مكتب المغرب العربي في القاهرة المؤتمر الثقافي العربي الأول الذي انعقد في بيروت في سبتمبر 1947م، فقد امحمد أحمد بن عبود تدخلا حول أوضاع المغرب وأكد على ضرورة دعم استقلال بلدان المغرب العربي، وثم قام الحبيب بورقيبة بجولات في الدول العربية وأمريكا في إطار الحملات الدعائية المناهضة للاستعمار وذلك منذ بداية سنة 1948م .[24]
وكما شارك وفد من مكتب المغرب العربي في المؤتمر الاسلامي الاقتصادي الأول في باكستان ديسمبر 1948م، وأدلى رئيس الوفد المغربي بتصريح سياسي للصحف الدولية وصف فيه الأوضاع الاستعمارية في الأقطار المغاربية، ومن المعروف أن الوفد كان مكون من: "علي الحمامي" والدكتور "الحبيب ثامر" من تونس و"امحمد أحمد بن عبود"، والذين وافتهم المنية بعد مشاركتهم في المؤتمر إثر حادث طائرة في باكستان يوم 12 ديسمبر 1949م. إلا أن قضية استشهادهم استغلت استغلالا واسعا من طرف وسائل الإعلام في نطاق الدعاية من أجل استقلال المغرب العربي فخصصت كل من الصحف المصرية والتونسية والجزائرية والمغربية مقالات بارزة ترثي فيها الزعماء الثلاثة، [25]وقد أصبح المكتب مركز للحركة التي قامت بالتعريف بالقضية الاستقلالية والمطالبة بتحرير المعتقلين، وكما كان المكتب قبلة ومحج للوافدين من أبناء المغرب العربي، ومثل مركزا للإشعاع الفكري والإعلامي والسياسي،"[26] واعتبر عمله مرحلة متطورة في مسيرة النضال والتنسيق المغاربي المشترك،خاصة بعد استقطابه للكثير من الزعماء والسياسيين المغاربة أمثال "محمد بن عبد الكريم الخطابي"[27].
3 لجنة تحرير المغرب العربي
نجح مكتب المغرب العربي بالقاهرة في توحيد صفوف المناضلين المغاربة، وعمل على إنضاج الوعي السياسي والقومي لدى الحركات الوطنية المغاربية وزعمائها أمثال: "عبد الخالق الطريس"، و"علال الفاسي"[28] و"الحبيب بورقيبة"... وقد تعزز دور المكتب أكثر بعودة "الأمير عبد الكريم الخطابي" من منفاه إلى مصر[29] في 31 ماي 1947م، والتحاقه بالمكتب، حيث أعطاه نفسا جديدا ودفعا وطنيا قويا، خاصة وأنه يسعى لتحقيق فكرتين أساسيتين هما: فكرة وحدة المغرب العربي، وفكرة التحرير التام عن طريق الكفاح المسلح الشامل الموحد المستمر لكامل الأقطار المغاربية بلا تجزئة ولا مراحل[30].
وبتحرير "الأمير عبد الكريم الخطابي" واستقراره بمصر، كبر الأمل لدى الحركات الوطنية المغاربية في ترجمة ما جاء في ميثاق مؤتمر المغرب العربي، خاصة ما يتعلق بالتنسيق بين الحركات الوطنية، وتنسيق العمل للكفاح المشترك، وتجسد هذا القرار فعليا على يد "الأمير عبد الكريم الخطابي"[31]، خاصة وأنه كان من مؤمني الكفاح المغاربي الموحد فدعا الحركات المغاربية لتوحيد و تأسيس "لجنة تحرير المغرب العربي"، ولتطبيق هذه الرغبة على أرض الواقع تم عقد اجتماع في سبتمبر 1947م تمت المصادقة فيه على القانون الأساسي للجنة.
وبعد الإعلان عن ظهور اللجنة أرسل رئيسها "محمد بن عبد الكريم الخطابي" رسالة إلى كل الأحزاب المغاربية يعلمهم بإنشاء اللجنة، ويطلب مصادقتهم الرسمية وتعيين ممثليهم فيها، وفي يوم 05 جانفي 1948م أعلن رسميا عن إنشاء لجنة تحرير المغرب العربي[32]، وقد نشر ميثاق اللجنة في معظم الصحف المصرية يوم 06 جانفي والذي نص على مايلي :
_ المغرب العربي بالإسلام وكان للإسلام عاش وعلى الإسلام سيسير في حياته المستقبلية، وهو جزء لايتجزأ من بلاد العروبة، وتعاونه في دائرة الجامعة العربية على قدم المساواة مع بقية الأقطار العربية أمر طبيعي ولازم"
_ الاستقلال المأمول للمغرب العربي هو الاستقلال التام لكافة أقطاره الثلاثة: تونس والجزائر ومراكش.
_ لا غاية يسعى اليها قبل الاستقلال .
_لا مفاوضة مع المستعمر في الجزئيات ضمن النظام الحاضر.
_ لا مفاوضة إلا بعد اعلان الاستقلال.
_ للأحزاب المنظمة الى "لجنة تحرير المغرب العربي " أن تدخل في مفاوضات مع ممثلي الحكومتين الفرنسية والإسبانية، على شرط أن تطلع اللجنة على سير مراحل هذه المخابرات أولا بأول.
_وحصول قطر من الأقطار الثلاثة على استقلاله التام، لا يسقط عن اللجنة واجبها في مواصلة الكفاح لتحرير بقية الأقطار. _وتم إمضاء ميثاق اللجنة من طرف "عبد الكريم الخطابي" وممثلوا الأحزاب الوطنية المغاربية التالية:
_ عن تونس: الحبيب بورقيبة والحبيب ثامر من الحزب الدستوري الجديد. ومحي الدين القليبي من الحزب الدستوري القديم. _ عن الجزائر: الشاذلي المكي والصديق السعدي من حزب الشعب الجزائري. _ عن مراكش: علال الفاسي وأحمد بن مليح من حزب الاستقلال، ومحمد العربي العلمي والناصر الكتاني من حزب الشورى والاستقلال، وعبد الخالق طريس وأمحمد أحمد بن عبود من حزب الاصلاح الوطني، ومحمد اليمني الناصري من حزب الوحدة المغربية.
وبالتالي فإن ميثاق اللجنة لا يختلف على ما نصت عليه قرارات مؤتمر المغرب العربي، وتألف مكتب اللجنة كالاتي:
الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي: وكيل الرئيس أنتخب بصفة دائمة.
الحبيب بورقيبة: الأمين العام ممثل"الحزب الدستوري التونسي الجديد".
"أمحمد بن عبود: "أمين الصندوق، "حزب الإصلاح"، وقد أنتخب "بورقيبة" و"أمحمد بن عبود" بصفة مؤقتة لمدة ثلاث سنوات.[33]
4 أهم المحطات التضالية للجنة تحرير المغرب العربي:
وقد كان "للأمير عبد الكريم الخطابي" دور هام في بعث لجنة تحرير المغرب العربي، حيث مثلت خطوة هامة وكبرى في تمثيلها لتشكيلة واسعة من القوى الوطنية المغاربية هذا من جهة، ومن جهة أخرى من حيث القرارات والمواقف التي اتخذتها في سبيل تحقيق وحدة النضال والكفاح الوطني والمغاربي، وهذا من خلال إجماع مختلف الحركات الوطنية المغاربية على رفض نظام الاستعمار والدعوة لمقاومته بمختلف الأساليب الممكنة،[34]وبالرغم من تداخل نشاط اللجنة مع نشاط مكتب المغرب العربي، إلا أن هذا الأخير اقتصر نشاطه كثيرا عللا العمل الاعلامي، في حين أن اللجنة كان من أعمالها العمل السياسي والدبلوماسي، وكانت تهدف الى أعمال أكثر ثورية في المجال السياسي، وهي العقيدة التي كان الأمير "الخطابي" مقتنعا بها، وهي العمل على تحقيق استقلال المغرب العربي وهو ما لمسناه من خلال تصريحه لمراسل جريدة "كونكورد الفرنسية" حيث قال: "يجب انجاز استقلال المغرب العربي في سنة واحدة وإن امتنعت فرنسا فإننا سنلجأ الى الأمم المتحدة، و اذا لم ينصف الشعب المغاربي فسوف نحتكم الى القوة"[35]
وقد اهتم اعضاء اللجنة بتنسيق العمل لكفاح مشترك وتوحيد الخطط،لتحقيق الاستقلال التام لجميع أقطار المغرب العربي، ومن خلال قراءتنا لميثاق اللجنة نلاحظ أنها ركزت على المفهوم القومي للمغرب العربي، إذ أدخلت عنصر الدين الاسلامي على المفاهيم القومية للمغرب العربي، وقد سعت لتوحيد الجهود ودعوة مختلف الأحزاب المغاربية للانضمام اليها، فانضمت كل من: "جبهة الدفاع عن افريقيا الشمالية بدمشق "، و"جمعية الدفاع عن المغرب العربي ببيروت" وانضم فيما بعد "حزب البيان الجزائري "[36].
وعليه فإن شعار الاستقلال التام قبل أي التفاوض مكن القضية المغاربية من جلب اهتمام الرأي العام العالمي، وقد شكل النشاط الدبلوماسي للأعضاء اللجنة في القاهرة عملا مشتركا ومنسقا، سواء على مستوى التخطيط أو التنديد حيث تم استغلال مختلف الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الشعوب المستعمرة ، وإثر انعقاد الدورة الثالثة للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في 26 نوفمبر 1946م سارعت لجنة تحرير المغرب العربي للتعريف بالقضية المغاربية في المحافل الدولية، وقد شاركت بوفد مكون من: "جلول فارس " و"أحمد مزغنة" و" المهدي بن بركة" بهدف توضيح خطورة الأوضاع والممارسات الاستعمارية في المغرب العربي. وقد تضمنت العريضة المطالب التالية:
1- إلغاء الأنظمة الاستعمارية الكائنة بشمال إفريقيا والإعتراف باستقلال المغرب الأقصى، تونس، والجزائر.
2- إنتخاب مجلس تأسيسي في البلدان الثلاث، وضع دستور ديمقراطي بها، وتحديد المصالح المشروعة للأجانب المقمين بشمال إفريقيا ضمن السيادة الوطنية.[37]
وبالتالي فإن لجنة تحرير المغرب العربي هي صورة ثانية وموسعة لمكتب المغرب العربي، نظرا لأنها ضمت ممثلي الأحزاب المكونة لمكتب المغرب العربي، خاصة وأن زعيمها الخطابي اعطى دفعا قويا لبعث اللجنة وتركيزها النشاط الجبهوي الموحد للعمل المغاربي المسلح.
4- الخلافات الداخلية وانعكاساتها على المكتب واللجنة بالقاهرة:
وبالرغم من مكتب المغرب العربي بالقاهرة شكل مثالا حيا وطلائعيا لتحقيق أول نواة واقعية وتطبيقية للوحدة بين أبرز العناصر الوطنية، وقد انطلق نشاطه بحماس مذهل ومكثف منذ تأسيسه عام 1947م إلى نهاية عام 1949م ثم تهمش بعد ذلك، وبسب عدة عراقيل انقطع تطوره وحصر حركيته، ومنها الظروف الدولية بعد 1949م إذ قلبت التطورات التى حصلت خلال الخمسينات المعطيات السائدة في الأربعينات رأسا على عقب، فيمكننا القول أن العجلات المؤدية الى استقلال دول المغرب العربي أصبحت تدور خلال الخمسينات بسرعة مذهلة،[38]وخاصة بعد أن قرار "الحبيب بورقيبة " العودة الى تونس واتصاله بالسفارة التونسية بالقاهرة التى أبدى لها استعداد التفاوض مع فرنسا على أساس منح تونس الإصلاحات مقابل عقد معاهدة تخول عدة امتيازات استراتيجية واقتصادية لفرنسا،[39]والتى جاء تتويجها في مارس 1956م
بحصول كل من المغرب الأقصى على الاستقلال.
وكما كانت الخلافات الحزبية داخل المكتب من أهم اسباب ليس فقط فيما يخص العلاقات بين أعضاء المكتب من مختلف أقطار المغرب العربي، بل وحتى فيما يخص الأعضاء من نفس القطر، ويعود سبب الاصطدامات الحزبية الى مشكلة التوفيق بين مبادئ وخطة وأهداف ومصالح كل الأحزاب التي ينتمي اليها أعضاء المكتب ومبادئ وخطة وأهداف ومصالح المكتب نفسه، وعلى المستوى الاديولوجي يتجلى المشكل في الاختيار بين إعطاء الأولوية للوطن ( تونس بالنسبة للتونسيين، والجزائر بالنسبة للجزائريين، والمغرب الأقصى بالنسبة للمغربيين) من جهة، أو إعطاء الأولوية للمغرب العربي ولو على حساب المصالح الوطنية، خاصة وأن بعض الظروف كانت تفرض على أعضاء المكتب الخيار بين الوطن والمغرب العربي، فتعددت الخلافات والمشاكل الحزبية والشخصية داخل المكتب.[40]
وبالنسبة للجنة تحرير المغرب العربي هي الأخرى لم تتمكن من تحقيق الأهداف التي سطرتها لنفسها، ومرجع ذلك للخلافات الشخصية والتباينات السياسية العميقة الموجودة بين أعضائها ففي حين كان الأمير الخطابي يعتبر أن تحقيق المطامح القومية للمغرب العربي تمر بالطريق الثوري وبالكفاح المسلح كأسلوب وحيد للقيادة، كان الزعماء الأخرون يتمسكون بالنضال السياسي وكانوا يقتنعون ان العمل المسلح هو وسيلة ضغط اضافية لدعم النشاط السياسي الذي هو الاساس الجوهري،[41]كما أن زعماء الحركات الوطنية المغاربية كانوا يخشون بريق الزعامة "للخطابي" والتفاف المناضلين الثوريين حول توجهاته الثورية، ولهذا لم يكن الزعماء المغاربة ملتزمين التزاما حقيقيا بأهداف اللجنة والمتمثلة في الاعتماد على أسلوب الكفاح المسلح.[42]
وبهذا فإن فكرة النضال المغاربي المسلح والتوجهات الوحدوية عندما وضعت على محك الممارسات الميدانية خاصة في جانبها الثوري، فإن الزعامات السياسية لم تقبل بهذا الواقع الثوري الذى دعى له "الخطابي"، ومنه فإن خلافات الأعضاء بالمكتب والتي عرقلت سيره الحسن على درب الوحدة، فهي نفسها التي كانت بلجنة تحرير المغرب العربي، فقد وجهت عدة تهم من طرف التونسيين (الرشيد ادريس والطيب سليم) الى المراكشيين بدعوى "لهضمهم لحق لتونس داخل المكتب"، وازداد هذا الخلاف تعمقا بين الحبيب بورقيبة و"الأمير الخطابي"، حيت اتهم بورقيبة باستلام أموال باسم اللجنة وتصرفه فيها،[43] وقد كان ايضا مشكل الخلاف ايضا بين التونسيين أنفسهم داخل المكتب بين "بورقيبة" و"الحبيب ثامر" بسب تصرفاته التي لم ترق "للحبيب ثامر" خاصة وأن بورقيبة كان يريد ادارة شؤون الحزب دون رقابة وتوجيه ودون محاسب، كما اتهمه "الخطابي" بالانحراف والتواطؤ مع الفرنسيين ضد حركة التحرير المغاربي، فازدادت حدة الخلاف مما دفع بعض الدستوريين للاتصال "بصالح بن يوسف" الأمين العام للحزب الدستوري الجديد، فسافر هذا الأخير للقاهرة لتسوية الأزمة وتمكن بالفعل من المصالحة بين المجموعة التونسية والمغربية في المكتب.[44]
ومما يظهر فإن بورقيبة كان يعمل وفق وجهته القطرية الضيقة من جهة، وكان على علاقة مع المخابرات الفرنسية من جهة ثانية، كما أن المخابرات الفرنسية كانت تعمل على تقويض أركان مكتب المغرب العربي ولجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة، فكانت تبعث ببعض عملائها الى القاهرة لإثارة المشاكل بين أعضاء المكتب واللجنة، وقامت ايضا بتكوين شبكة استخبارات لمراقبة نشاط مناضلي المكتب وعرقلة جهودهم الوحدوية.[45]
وهكذا فقد كانت تجربة مكتب المغرب العربي ولجنة تحرير المغرب العربي محطة هامة في مجال التنسيق السياسي والإعلامي بين دوله، ورغم كل هذا إلا أن تجربة المكتب ولجنة التحرير المغربيين لم تعمر طويلا، ولم تنجح في تحقيق هدفها الأسمى وهو الاستقلال التام لكل أقطاره عن طريق الثورة المغاربية، وهذا راجع لعدة عوامل وخلافات ايديولوجية وسياسية بين أعضاء المكتب، إلا أننا يمكننا القول بأن هذه التجربة كان لها دفع قوي في تجسيد التفاعلات النضالية للمغاربة بالمشرق العربي.
_ الهوامش
[1] - مالكي أمحمد: الحركات الوطنية والاستعمار في الوطن العربي، سلسلة أطروحات الدكتوراه، مركز دراسات الوحدة العربية، ط2، بيروت، يناير 1993م وأغسطس 1994م ، ص، 328.
[2] - محمد بلقاسم: وحدة المغرب العربي فكرة وواقعا 1954 – 1975، رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، إشراف: شاوش حباسي، جامعة الجزائر، 2008/2009، ص، 63.
[3] - أمحمد مالكي: المرجع نفسه، ص،450.
[4] - حيث تأسست جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية بالقاهرة في 18 فيفري 1944م ترأسها محمد الخضير حسين وهو جزائري الأصل تونسي الجنسية رفقة الأمير مختار الجزائري كنائب له والشيخ الفضيل الورتلاني أمين عام، اهتمت الجبهة بالتعريف بالقضية المغاربية لاطلاع الرأي العام= =الدولي والعربي على أوضاع المغرب، مستغلة فرص المناسبات الدينية وهذا من خلال المرسلات والمذكرات التي كانت توجهها للجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة سنة 1945م. للمزيد ينظر- محمد بلقاسم: الاتجاه الوحدوي في المغرب العربي 1910-1950، رسالة ماجستير، تحت إشراف أبو القاسم سعد الله، نوقشت بمعهد التاريخ الجزائر، 1996، ص-ص، 322-323.
[5] - حزب الاستقلال: تأسس في ديسمبر 1943م بزعامة أحمد بلا فريج وقد تشكل الحزب أساسا من أعضاء الحزب الوطني السابق (الذي تأسس في جانفي 1937م حين انفصل محمد حسن الوزاني عن كتلة العمل الوطني وتم تعويضه بأحمد بلا فريج) من رؤساء وأعضاء المجالس الإدارية لجمعيات قدماء تلاميذ مدن الرباط وفاس... إضافة إلى العديد من الشخصيات البارزة كالمثقفين والقضاة...، وطالب الحزب بالاستقلال ووحدة التراب... للمزيد ينظر- محمد ضريف: الأحزاب السياسية المغربية1934 – 1975، منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع السياسي، المغرب، فبراير 1993، ص، ص، 63، 40، 69.
[6] - محمد بلقاسم: وحدة المغرب العربي، المرجع السابق، ص، 62.
[7] - حضره ممثلون عن رابطة الدفاع عن مراكش وعن حزب الشعب الجزائري وعن الدستوري الجديد والقديم، وهم كما قدمهم رشيد إدريس في كتابه ذكريات عن مكتب المغرب العربي بالقاهرة: 1- عبد الكريم بن ثابت، 2- عبد الكريم غلاب، 3- إدريس السنوسي، 4- عبد المجيد بن جلول، 5- محمد بن عبد الله، 6 - المهدي بن صابر، 7- أحمد الوزاني، 8- أحمد مليح، 9- محمد الفاسي، 10- أمحمد بن عبود، 11- الطيب سليم، 12- الهادي السعيدي، 13- يوسف الرويسي 14 حسين التريكي 15- الحبيب ثامر 16- علالة العويتي 17-خليفة حواس 18- الشاذلي المكي 19- رشيد إدريس 20- الطاهر بن صالح، 21- أحمد المدني، 22- الأمين المدني، 23- الطيب بن أحمد. ينظر- الرشيد إدريس: ذكريات عن مكتب المغرب العربي في القاهرة، الدار العربية للكتاب، تونس، ص، 71.
[8]- يعود الفضل في تأسيس مكتب المغرب العربي بأروبا حسب شهادة يوسف الرويسي إلى مجموعة من المناضلين الوطنيين التونسيين المتواجدين بأوروبا ما بين سنتي (1942-1943)م، ومن بينهم يوسف الرويسي، الحبيب ثامر، الرشيد إدريس وحسين التريكي، وكان ذلك بتشجيع من الحاج أمين الحسني مفتي فلسطين الذي احتضن هذا المسعى منذ بدايته ووفر المكتب للمكتب فضاء بالمعهد الإسلامي الذي كان يديره بمدينة برلين، ثم ظهرت فروعه بباريس. ينظر- بوعلام بلقاسمي: مكتب المغرب العربي 1942-1947 - تطويرنا العمل المغاربي الموحد بين برلين والقاهرة، الندوة المغاربية "وحدة المغرب العربي" في ذاكرة حركات المقاومة وجيش التحرير، الرباط، 24 /26 يناير 2002 الموافق لـ 10/12 ذو القعدة 1422هـ، منشورات مجلة الذاكرة الوطنية، 2002، ص، 55.
[9]- حسين التريكي: سنمار الذاكرة، المجلة التاريخية المغاربية، منشورات مؤسسة التميمي، زغوان، تونس، العدد، 121، 2006، ص، 168.
[10]- عبد الرحمن عزام باشا: ولد في 08 مارس 1893م بالجيزة درس الطب في مصر ثم سافر إلى بريطانيا، تطوع في الجيش العثماني وحارب البلقان عام 1913م، تطوع في حركة أحمد السنوسي التي عرفت بحرب طرابلس، في عام 1923م عاد إلى مصر وبدأ نشاطه الساسي وأصبح وزيرا للأوقاف في عام 1939م، وعين أمين عام للجامعة العربية في 22 مارس 1945م إلى غاية 1952م، توفي في 02 جوان 1976م.ينظر- أحمد بشري:الثورة الجزائرية والجامعة العربية، ط2، منشورات ثالة، الجزائر، 2009، ص- ص، 19 – 20.
[11]- بوعلام بلقاسمي: مكتب المغرب العربي 1942 – 1947 - تطويرنا العمل المغاربي الموحد بين برلين والقاهرة، الندوة المغاربية "وحدة المغرب العربي" في ذاكرة حركات المقاومة وجيش التحرير، الرباط، 24 /26 يناير 2002 الموافق ل- 10/12 ذو القعدة 1422ه-، منشورات مجلة الذاكرة الوطنية، 2002.ص، 55.
[12]- عبد الكريم غلاب: ولد في فاس 1922م درس في جامع القرويين ثم التحق بكلية الأدب في القاهرة وتحصل على الإجازة في الأدب، كان له دور هام في مكتب المغرب العربي، بعد الاستقلال سنة 1956م عاد لوطنه واشتغل بالصحافة، والكتابات الروائية والأدبية، شارك في انتخابات 1977م وعين وزيرا، لكنه لم يهمل عمله الثقافي ومن أهم مؤلفاته: سبعة أبواب، دفنا الماضي، هذا الوجه أعرفه... للمزيد ينظر- مومن العمري: شعار الوحدة ومضامينه في المغرب العربي أثناء الكفاح الوطني، رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه، إشراف عبد الكريم بوصفصاف، جامعة منتوري، قسنطينة، السنة الجامعية 2009-2010.ص، 172.
[13] - علال الفاسي : الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، ط6، الدار البيضاء، 2003، ص، 376.
[14] - الرشيد إدريس: المصدر السابق، ص- ص، 81 - 82.
[15]-الرشيد إدريس: المصدر السابق، ص- ص، 87- 88.
[16] - أمحمد مالكي: المرجع السابق، ص، 454.
[17]- المصدر نفسه: ، ص، 91.
[18]- المصدر نفسه: ص، ص، 95، 99.
[19]- المصدر نفسه: ص، 101.
[20] - الهاشمي الطود: جيش التحرير المغرب العربي 1948-1955م أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف، الجزائر، 11-12 ماي 2001،ص، 24.
[21] - أمحمد مالكي: المرجع السابق، ص-ص، 450-451.
[22]- الرشيد إدريس: المصدر السابق، ص- ص، 101-103
[23]- محمد بلقاسم: الإتجاه الوحدوي، المرجع السابق، ص، 376.
[24] - أمحمد بن عبود: مكتب المغرب العربي في القاهرة ــ دراسات ووثائق ــ،منشورات عكاظ، الرباط، 1992، ص ــص، 10 ــ11.
[25] ــ المصدر نفسه: ص، 11.
[26]- نوال المتزكي: الأحزاب الوطنية المغربية ومكتب المغرب بالقاهرة، أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف، المرجع السابق، ص- ص، 151- 152.
[27] - عبد الله مقلاتي : العلاقات الجزائرية المغاربية إبّان الثورة الجزائرية،ج1، دار بوسعادة للنشر، الجزائر، 2012، ص، 33.
[28]- علال الفاسي: ولد سنة 1910م بفاس درس بجامع القرويين، فتزعم النواة الأولى للعمل الوطني بفاس فاحتج على الظهير البربري سنة 1930م تعرض للاعتقال، وبعد تحريره قام بجولة إلى أوروبا سنة 1933م، أنتخب سنة 1936م رئيسا لكتلة العمل الوطني، نفي إلى الغابون سنة 1937م إلى غاية 1946م، ثم عاد إلى المغرب ليغادره إلى القاهرة سنة 1947م ليواصل منها الدعوة للقضية المغربية وتنسيق النضال المغاربي في إطار مكتب المغرب العربي، في سنة 1958م بادر بالدعوة لمؤتمر طنجة، وواصل مهامه في رئاسة حزب الاستقلال ونشاطه في التدريس الجامعي والفكري إلى أن توفي في ماي 1974م، ومن أهم آثاره الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، دفاعا عن الوحدة... للمزيد ينظر- أسيم القرقري: علال الفاسي استراتيجية المقاومة والاستعمار، إفريقيا الشرق، المغرب الأقصى، 2010، ص، 16 وما بعدها.
[29] - أمحمد بن عبود: الجذور التاريخية لوحدة المغرب العربي – مكتب المغرب العربي في القاهرة نموذجا، الندوة المغاربية، المرجع السابق، ص، 47.
[30] - منور مروش: المناضلون المغاربة في القاهرة والكفاح المسلح في الجزائر، جيش التحرير المغاربي، المرجع نفسه، ص، 157.
[31]- عبد الكريم الخطابي: هو محمد بن عبد الكريم الخطابي من أسرة عريقة في العلم والوطنية كان والده قاضيا في إقليم الريف، ولد بأغادير سنة 1888م، أتم تعليمه بمسقط رأسه ثم قصد تيطوان، حيث واصل تعليمه الثانوي، ثم انتقل إلى مدينة فاس بجامع القرويين، قاوم الأسبان وانتصر عليهم في معركة الأنوال في ماي 1921م، ثم قاد حرب الريف ضد الاستعمار الفرنسي، فتحالفت ضده القوات الفرنسية والإسبانية فاستسلم سنة 1926م ليتم نفيه إلى جزيرة لاروينون بالمحيط الهادي، وفي عام 1947م التحق بمصر لمواصلة نشاطه التحرري لكامل دول المغرب العربي، توفي يوم 06 فيفري 1963م بالقاهرة ودفن هناك. ينظر- علي الإدريسي: معجم مشاهير المغاربة، جامعة الجزائر، المؤسسة الوطنية للطباعة، الجزائر، 1985، ص، ص، 186، 191.
[32] - علال الفاسي: المصدر السابق، ص- ص، 407 - 408.
[33]ـــ الرشيد ادريس: المصدر السابق، ص ـــ ص، 139 ـــ 141.
[34] - مومن العمري: المرجع السابق، ص، 188.
[35] - محمد بلقاسم: الاتجاه الوحدوي، المرجع السابق، ص، 381.
[36] - علال الفاسي: المصدر السابق، ص، ص، 412، 37.
[37] - الرشيد ادرس: المصدر السابق، ص، 141.
[38] - أمحمد بن عبود: المصدر نفسه، ص، 14.
[39]- الطاهر عبد الله: الحركة الوطنية التونسية- رؤية شعبية قومية جديدة- 1830- 1956، ط2، دار المعارف للطباعة والنشر، تونس، ص،76.
[40] - أمحمد بن عبود: المصدر السابق، ص ــ ص، 16ــ 17.
[41] - محمد بلقاسم: الاتجاه الوحدوي، المرجع السابق، ص، 398.
[42] ـــ زكي مبارك: محمد الخامس وابن عبد الكريم الخطابي ــ اشكالية استقلال المغرب ــ ،ط1، منشورات قيد بيرانت، الرباط، 2003، ص، 45.
[43] - محمد بلقاسم: المرجع نفسه، ص، 399.
[44] - عمار السوفي: رؤية في الخلاف اليوسفي البورقيبي جذوره وتداعياته، تونس، جانفي 2006، ص، ص، 25، 37.
[45] - محمد بلقاسم: المرجع السابق، ص، 401.
قائمة المصادر والمراجع
1. إدريس الرشيد: ذكريات عن مكتب المغرب العربي في القاهرة، الدار العربية للكتاب، ليبيا، تونس.
2. بشري أحمد: الثورة الجزائرية والجامعة العربية، ط2، منشورات ثالة، الجزائر، 2009.
3. بلقاسمي بوعلام: مكتب المغرب العربي 1942 – 1947 - تطويرنا العمل المغاربي الموحد بين برلين والقاهرة، الندوة المغاربية "وحدة المغرب العربي" في ذاكرة حركات المقاومة وجيش التحرير، الرباط، 24 /26 يناير 2002 الموافق لـ- 10/12 ذو القعدة 1422ه-، منشورات مجلة الذاكرة الوطنية، 2002.
4. بن عبود أمحمد: مكتب المغرب العربي في القاهرة ــ دراسات ووثائق ــ،منشورات عكاظ، الرباط، 1992
5. بن عبود أمحمد: الجذور التاريخية لوحدة المغرب العربي – مكتب المغرب العربي في القاهرة نموذجا، الندوة المغاربية، المرجع السابق.
6. الطود الهاشمي: جيش التحرير المغرب العربي 1948-1955م أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف، الجزائر، 11-12 ماي 2001.
7. ضريف محمد: الأحزاب السياسية المغربية 1934 - 1975، منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع.
8. عمار السوفي: رؤية في الخلاف اليوسفي البورقيبي جذوره وتداعياته، تونس، جانفي 2006.
9. الشيخ أبو عمران وآخرون: معجم مشاهير المغاربة، جامعة الجزائر، المؤسسة الوطنية للطباعة، الجزائر، 1985.
10. الفاسي علال: الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، ط6، الدار البيضاء، 200.
11. القرقري أسيم: علال الفاسي استراتيجية المقاومة والاستعمار، إفريقيا الشرق، المغرب الأقصى، 2010
12. العمري مومن: شعار الوحدة ومضامينه في المغرب العربي أثناء الكفاح الوطني، رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه، إشراف عبد الكريم بوصفصاف، جامعة منتوري، قسنطينة، السنة الجامعية 2009-2010.
13. عبد الله الطاهر: الحركة الوطنية التونسية- رؤية شعبية قومية جديدة- 1830- 1956، ط2، دار المعارف للطباعة والنشر، تونس.
14. مالكي أمحمد: الحركات الوطنية والاستعمار في الوطن العربي، سلسلة أطروحات الدكتوراه، مركز دراسات الوحدة العربية، ط2، بيروت، يناير 1993م وأغسطس 1994م.
15. مبارك زكي: محمد الخامس وابن عبد الكريم الخطابي ــ اشكالية استقلال المغرب ــ ،ط1، منشورات قيد بيرانت، الرباط، 2003.
16. المتزكي نوال: الأحزاب الوطنية المغربية ومكتب المغرب بالقاهرة، أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف،المرجع السابق.
17. مقلاتي عبد الله: العلاقات الجزائرية المغاربية إبّان الثورة الجزائرية،ج1، دار بوسعادة للنشر، الجزائر، 2012.
18. مروش منور: المناضلون المغاربة في القاهرة والكفاح المسلح في الجزائر، جيش التحرير المغاربي،المرجع نفسه
19. المجلة التاريخية المغاربية، منشورات مؤسسة التميمي، زغوان، تونس، العدد، 121، 2006.
جامعة البويرة الجزائر
ملخص المقال:
يعتبر البحث في موضوع مكتب المغرب العربي أو بشكل أدق المحاولات الوحدوية لحركات التحرر المغاربية أثناء فترة الكفاح المغاربي ما بين سنتي 1947 ــ 1950م وما بعدها، من المواضيع المهمة والحساسة في نفس الوقت، والتي تتطلب إلمامًا دقيقًا بمختلف الجوانب المتعلقة بتأسيس مكتب المغرب العربي، وظروف كفاح مناضليه وطرق الكفاح سواء على أساس وحدوي أو قطري، ونظرًا لتشابك موضوع المكتب وارتباطه الوثيق بالنضال الوطني للبلدان المغاربية الثلاث (تونس، الجزائر، والمغرب الأقصى)، سنحاول تقديم دراسة تاريخية نقدية للمكتب.
ترجمة الملخص:
la recherche sur le thème du bureau Maghrébin ou tente plus précisément les mouvements libération pendant la période 1947 1950, en même temps se concédiez parmi l’un des sujets importants et sensibles, ce qui nécessite la connaissance des divers aspects précis relatifs à la création du bureau de Maghreb arabe, et les circonstances de la lutte ses militants et ses méthodes à la fois sur la base d'un unitaire ou en diagonale, en raison de la complexité pertinence pour la lutte nationale des trois pays du Maghreb (Tunisie, Algérie et Maroc), nous allons essayer de fournir l'étude historique critique .
قراءة تاريخية لمكتب المغرب العربي بالقاهرة 1947-1950م
أسفرت نتائج التحولات التي واكبت الحرب العالمية الثانية في المغرب العربي بروز مطلب الاستقلال وعدم الاكتفاء بمطلب الإصلاحات، وكما شكلت مرحلة تأسيس جامعة الدول العربية في مارس 1945م مرحلة تاريخية هامة بالنسبة للنضال المغاربي، خاصة مع بروز مفهوم القومية والوحدة العربية في مختلف الخطابات السياسية، فكان لها تأثير بالغ على النضال السياسي للدول المغاربية، حيث نضجت الحركة الوطنية وأصبح زعماؤها ينادون بالاستقلال والتحرر، وشكلت مرحلة الأربعينيات حدا فاصلا بين مرحلة المطالب الإصلاحية ومرحلة المطالبة بالتحرر، والاستقلال واسترداد سيادة الدولة الوطنية[1]، وكما مثلت القاهرة نقطة التقاء لمناضلي الأقطار المغاربية (تونس والجزائر والمغرب الأقصى) خاصة بعد تأسيس مكتب المغرب العربي وقد عمل مناضلوه على بعث فكرة العمل الوحدوي المغاربي، وهذا بالقيام بثورة موحدة في أقطاره الثلاث لتحقيق الاستقلال الموحد[2]، وسنحاول التركيز على توضيح محطات النضال المغاربي ما بين سنتي 1947- 1956م وهذا من خلال استعراض النشاط السياسي والعسكري لمناضلي المغرب العربي لتجسيد وحدة الكفاح أمثال عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسيويوسف الرويسي...، فكيف كانت جهود الوطنيين المغاربة بع تكتلهم في القاهرة لتحقيق الاستقلال الكامل لمنطقة المغرب العربي؟ وما هي مميزات النشاط الوحدوي بالقاهرة؟ وإلى أي مدى ساهم مكتب المغرب العربي ولجنة تحرير المغرب العربي في بعث المشاريع الوحدوية والاستقلالية للمغرب العربي؟.
1: تأسيس مكتب المغرب العربي
حظيت أجهزة التنسيق والعمل المشترك المحدثة في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، وتأسيس جامعة الدول العربية بمكانة خاصة من حيث فعالياتها النضالية وخصوبة تجربتها السياسية، إلى حد النظر إليها كمرحلة متطورة في مسيرة نضال الحركات الوطنية المغاربية، وكلحظة متقدمة في مجال التنسيق السياسي التعبوي والإعلامي[3]، وقد صممت الحركات الوطنية المغاربية على المطالبة بالاستقلال، كما مثلت هذه الحقبة أيضا بداية الحديث عن مسألة تنسيق العمل الوطني المغاربي[4] لتحقيق الاستقلال الموحد، وعدم تفاوض أي قطر من الأقطار المغاربية مع أي قوة محتلة (فرنسا أو إسبانيا)، وأن كل مبادرة عمل يجب أن تكون عامة مع استبعاد كل عمل ثوري يسلك مسلكا قطريا، ولذلك أرسل حزب الشعب وفدا إلى تونس بداية من شهر ماي 1945م للتحاور حول وحدة العمل مع أعضاء الحزب الدستوري الجديد وأعضاء الدستوري القديم، وظلت الاتصالات جارية خلال سنتي (1945 - 1946)م، وفي نفس الوقت كانت الاتصالات مع حزب الاستقلال[5] في المغرب الأقصى، والملاحظ أن هذه الاتصالات كانت قصد التنسيق على مستوى المغرب العربي من أجل وحدة النضال، وترجمت هذه الاتصالات في الأخير بمبادرة الحركات المغاربية الثلاث بتأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة[6].
وفي بداية 1947م بدأت التحضيرات من طرف المناضلين المغاربة لتهيئة الظروف لعقد مؤتمر المغرب العربي، وانعقد خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 22 فيفري 1947م بالقاهرة وحضره ممثلو الحركات الوطنية[7]، ومن مقررات المؤتمر إعادة تأسيس مكتب المغرب العربي[8]، واعتبر "حسين التريكي" تأسيس المكتب نقلة حاسمة في تاريخ الحركة التونسية، إذ أصبح الناطق باسم الحركات التحررية الثلاثة في المغرب العربي ويحرض على توحيد صفوفها ونضالها في سبيل الاستقلال[9]، وبالتالي
فإن فكرة تأسيس المكتب تعود إلى جهود المناضلين التونسيين بأوروبا، وليس إلى "عبد الرحمن عزام باشا"[10] الأمين العام لجامعة الدول العربية[11]، إذ ترأس هذا الأخير الجلسة الأولى للمؤتمر في 15 فيفري 1947م، وألقى كلمته أمام جمع غفير من رجال العرب وزعماء المشرق ثم تلاه الأستاذ "عبد الكريم غلاب"[12] من المغرب الأقصى[13].
وعالج المؤتمرون عدة مواضيع منها: الاستعمار الفرنسي والإسباني- تنسيق العمل بين الحركات الوطنية في المغرب العربي والجامعة العربية- عرض قضية المغرب العربي على الهيئات الدولية -توحيد جهود المكاتب المغاربية في مصر، وخرج المؤتمرون بقرارات في غاية الأهمية، ومنها:
1- بطلان معاهدة الحماية المفروضة على تونس ومراكش وعدم الاعتراف بأي حق لفرنسا في الجزائر.
2- مطالبة الحكومات المغاربية والهيئات الوطنية بإعلان استقلال البلاد.
3- المطالبة بجلاء القوات الأجنبية عن بلاد المغرب العربي كلها.
4- رفض الانضمام للاتحاد الفرنسي بأي شكل من الأشكال.
5- اعتبار أيام احتلال الجزائر (05 جويلية)، وفرض الحماية على تونس(12 ماي)، وفرض الحماية على مراكش(30مارس) أيام حداد في جميع أقطار المغرب العربي.
6- تعزيز الكفاح في الداخل والخارج لتحقيق الاستقلال والوحدة[14].
كانت هذه المطالب المشتركة للمؤتمرين، أما على صعيد مسألة التنسيق بين الحركات المغاربية وما هو مطلوب منها في المرحلة القادمة فقد قرر المؤتمر:
ضرورة الاتفاق بين الأحزاب الوطنية داخل كل قطر، إحكام الروابط بين الحركات الوطنية في الأقطار الثلاثة، وقد أوصى المؤتمر بضرورة الاتفاق على مبدأ الاستقلال التام وجلاء القوات الاستعمارية وتكوين لجنة دائمة من رجال الحركات الوطنية المغاربية مهمتها توحيد الخطط، وتنسيق العمل للكفاح المشترك، بالإضافة إلى توحيد المنظمات العمالية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية في الأقطار الثلاث، مع التضامن فيما بينها عن حدوث أزمات في أي قطر منها[15].
ومن قراءتنا لهذا الشق من مقررات مؤتمر المغرب العربي نلامس لأول مرة طرحا متقدما لقضية التنسيق، والعمل المشترك بين الحركات الوطنية المغاربية الثلاث، كما نعاين وعيا متطورا بأهمية استثمار فكرة المغرب العربي، واعتمادها أرضية لمواجهة الاستعمار ومقاومة أساليبه، وذلك قياسا لما كان سائدا سلفان وهو تحول غير منفصل عن طبيعة التغيرات التي شهدها الفكر القومي العربي ومناخه السياسي العام[16].
وكما تناول المؤتمرون موضوع المغرب العربي والجامعة العربية، وفي هذا الشأن قرروا مطالبة الجامعة بإعلان بطلان معاهدتي الحماية على تونس ومراكش، وعدم شرعية احتلال الجزائر وتقرير استقلال هذه الأقطار مع تعيين ممثلين عنها في مجلس الجامعة، واستعمال كل وسائلها لمساعدة الأقطار الثلاث لتحقيق استقلالها الكامل،[17] كما أكد المؤتمرون على ضرورة عرض القضية المغاربية على الهيئات الدولية بإرسال مذكرات "لهيئة الأمم المتحدة" و"المجلس الاقتصادي والاجتماعي" لشرح اعتداءات فرنسا وإسبانيا على كيان المغرب الاقتصادي، والاجتماعي[18]
وفي الأخير تدارس المؤتمرون كيفية تنسيق الأعمال التي تقوم بها مختلف المكاتب المغاربية في مصر وتوحيد نشاطها وهيئاتها لتشكيل هيئة واحدة تمثل الأقطار الثلاثة، فأصدر المؤتمر القرار التالي: "تكون رابطة الدفاع عن مراكش والوفد المراكشي في لجان الجامعة العربية ومكتب حزب الشعب الجزائري ومكتب الحزب الحر الدستوري التونسي مكتبا يسمى مكتب المغرب العربي"[19].
ومباشرة بعد إنتهاء أشغال المؤتمر شرع ممثلو الحركات الوطنية المغاربية في تنفيذ أهم قرار والمتعلق بإنشاء "مكتب المغرب العربي"، وفي هذا الشأن تم فتح دار لتوحيد مكاتب الحركات الوطنية بالقاهرة تحت راية الهيئة الجديدة، وقد اشتمل نظام المكتب على ثلاثة أقسام وهي:
- القسم المراكشي ويضم كل من حزب الاستقلال وحزب الإصلاح
- القسم التونسي ويضم الحزب الدستوري الجديد
- القسم الجزائري ويضم حزب الشعب الجزائري[20].
2 جهود المكتب النضالية ضد الاستعمار:
وتتصدر تجربة مكتب المغرب العربي بالقاهرة مقدمة هذه الأهمية وصدارة مكانتها في حقل النضال الوطني المغاربي المشترك، وهي تجربة لم تتكون عناصرها بمصر حيث مقر المكتب وحسب، بل تراكمت في أكثر من عاصمة عربية (دمشق، بيروت) وأجنبية (برلين، نيويورك) وما نريد التركيز عليه هو المجهودات التي قام بها المكتب للتعريف بقضية الاستعمار بالمغرب، والتعبئة من أجل استقلال أقطارها[21].
عمل مكتب المغرب العربي على إنضاج نشاط الحركات الوطنية المغاربية الثلاث، وتأطير وتوجيه ممارسة نخباتها السياسية، وقد حل المكتب محل مكاتب الأحزاب الخاصة بكل قطر من الأقطار المغاربية، وأصبح الهدف الرئيسي للمكتب هو تنسيق المجهود المغاربي ضد الاستعمار، وقد عمل المكتب على توسيع نطاق الدعاية لقضايا المغرب العربي على اختلافها وبكل الوسائل الممكنة، ومنذ البداية الاولى عمل المكتب على إصدار نشرة أخبار دورية موحدة لتزويد الصحف وشركات الأخبار والأنباء بالمعلومات الصحيحة عن الظروف العامة للمغرب العربي، كما أصدر المكتب بانتظام سلسلة رسائل عرض فيها قضايا الأقطار المغاربية وأحوالها وأهدافها الوطنية وحركة المقاومة، دون أن ننسى التقارير التي يعدها ثم يقوم بتقديمها في مختلف المناسبات للحكومات العربية وغيرها[22] فأصبح المكتب الهيئة الرسمية للحركات التحررية الثلاثة الموحدة ولسان حالها، فكان له دور في فضح تصرفات الاستعمار عن طريق نشرة منتظمة تصدر ثلاث مرات في الأسبوع فأغنت عن المصادر الأجنبية التي كانت المصدر الوحيد في المغرب العربي، فأصبح العالم العربي يتتبع حركة النضال في الأقطار الثلاثة، بالاطلاع على مختلف الأوضاع الداخلية، كالمجاعة التي عرفتها تونس مابين سنتي (1947-1948)م ومذبحة الدار البيضاء أفريل 1948م،... وقد أصدر المكتب عدة مؤلفات منها: "مركز الأجانب في مراكش" ولأمحمد بن عبود، وكتاب"هذه تونس" للمناضل الحبيب ثامر،و"تونس الثائر" لـــ علي البلهوان ....[23]
وقد شكل النشاط الدبلوماسي الذي قام به أعضاء مكتب المغرب العربي في القاهرة عملا مشتركا، ومنسقا تنسيقا محكما سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ، وكان هذا النشاط موجها بالدرجة الأولى نحو البعثات الدبلوماسية العربية القائمة عبر الجامعة العربية بواسطة عضوين في المكتب هما: "امحمد أحمد بن عبود" و"محمد الفاسي الحلفاوي التطواني" ، وكان هذا الوفد أول وفد مغربي يلتحق بالجامعة العربية سنة 1946م منذ تأسيسها ،وقد نجح أعضاء المكتب في ربط الاتصالات بالأحزاب السياسية المصرية مهما كانت توجهاتها وبالحكومة المصرية، وحتى مع "الملك فاروق" حيث كانت مواقفه مؤيدة لاستقلال المغرب العربي، ولم ينحصر نشاط المكتب في القاهرة بل تجاوزت حدودها إلى مختلف العواصم العربية والإسلامية من جهة،وإلى نيويورك بصفتها مقر جمعية الأمم المتحدة من جهة أخرى.
ومن أهم المؤتمرات التي شارك فيها ممثلو مكتب المغرب العربي في القاهرة المؤتمر الثقافي العربي الأول الذي انعقد في بيروت في سبتمبر 1947م، فقد امحمد أحمد بن عبود تدخلا حول أوضاع المغرب وأكد على ضرورة دعم استقلال بلدان المغرب العربي، وثم قام الحبيب بورقيبة بجولات في الدول العربية وأمريكا في إطار الحملات الدعائية المناهضة للاستعمار وذلك منذ بداية سنة 1948م .[24]
وكما شارك وفد من مكتب المغرب العربي في المؤتمر الاسلامي الاقتصادي الأول في باكستان ديسمبر 1948م، وأدلى رئيس الوفد المغربي بتصريح سياسي للصحف الدولية وصف فيه الأوضاع الاستعمارية في الأقطار المغاربية، ومن المعروف أن الوفد كان مكون من: "علي الحمامي" والدكتور "الحبيب ثامر" من تونس و"امحمد أحمد بن عبود"، والذين وافتهم المنية بعد مشاركتهم في المؤتمر إثر حادث طائرة في باكستان يوم 12 ديسمبر 1949م. إلا أن قضية استشهادهم استغلت استغلالا واسعا من طرف وسائل الإعلام في نطاق الدعاية من أجل استقلال المغرب العربي فخصصت كل من الصحف المصرية والتونسية والجزائرية والمغربية مقالات بارزة ترثي فيها الزعماء الثلاثة، [25]وقد أصبح المكتب مركز للحركة التي قامت بالتعريف بالقضية الاستقلالية والمطالبة بتحرير المعتقلين، وكما كان المكتب قبلة ومحج للوافدين من أبناء المغرب العربي، ومثل مركزا للإشعاع الفكري والإعلامي والسياسي،"[26] واعتبر عمله مرحلة متطورة في مسيرة النضال والتنسيق المغاربي المشترك،خاصة بعد استقطابه للكثير من الزعماء والسياسيين المغاربة أمثال "محمد بن عبد الكريم الخطابي"[27].
3 لجنة تحرير المغرب العربي
نجح مكتب المغرب العربي بالقاهرة في توحيد صفوف المناضلين المغاربة، وعمل على إنضاج الوعي السياسي والقومي لدى الحركات الوطنية المغاربية وزعمائها أمثال: "عبد الخالق الطريس"، و"علال الفاسي"[28] و"الحبيب بورقيبة"... وقد تعزز دور المكتب أكثر بعودة "الأمير عبد الكريم الخطابي" من منفاه إلى مصر[29] في 31 ماي 1947م، والتحاقه بالمكتب، حيث أعطاه نفسا جديدا ودفعا وطنيا قويا، خاصة وأنه يسعى لتحقيق فكرتين أساسيتين هما: فكرة وحدة المغرب العربي، وفكرة التحرير التام عن طريق الكفاح المسلح الشامل الموحد المستمر لكامل الأقطار المغاربية بلا تجزئة ولا مراحل[30].
وبتحرير "الأمير عبد الكريم الخطابي" واستقراره بمصر، كبر الأمل لدى الحركات الوطنية المغاربية في ترجمة ما جاء في ميثاق مؤتمر المغرب العربي، خاصة ما يتعلق بالتنسيق بين الحركات الوطنية، وتنسيق العمل للكفاح المشترك، وتجسد هذا القرار فعليا على يد "الأمير عبد الكريم الخطابي"[31]، خاصة وأنه كان من مؤمني الكفاح المغاربي الموحد فدعا الحركات المغاربية لتوحيد و تأسيس "لجنة تحرير المغرب العربي"، ولتطبيق هذه الرغبة على أرض الواقع تم عقد اجتماع في سبتمبر 1947م تمت المصادقة فيه على القانون الأساسي للجنة.
وبعد الإعلان عن ظهور اللجنة أرسل رئيسها "محمد بن عبد الكريم الخطابي" رسالة إلى كل الأحزاب المغاربية يعلمهم بإنشاء اللجنة، ويطلب مصادقتهم الرسمية وتعيين ممثليهم فيها، وفي يوم 05 جانفي 1948م أعلن رسميا عن إنشاء لجنة تحرير المغرب العربي[32]، وقد نشر ميثاق اللجنة في معظم الصحف المصرية يوم 06 جانفي والذي نص على مايلي :
_ المغرب العربي بالإسلام وكان للإسلام عاش وعلى الإسلام سيسير في حياته المستقبلية، وهو جزء لايتجزأ من بلاد العروبة، وتعاونه في دائرة الجامعة العربية على قدم المساواة مع بقية الأقطار العربية أمر طبيعي ولازم"
_ الاستقلال المأمول للمغرب العربي هو الاستقلال التام لكافة أقطاره الثلاثة: تونس والجزائر ومراكش.
_ لا غاية يسعى اليها قبل الاستقلال .
_لا مفاوضة مع المستعمر في الجزئيات ضمن النظام الحاضر.
_ لا مفاوضة إلا بعد اعلان الاستقلال.
_ للأحزاب المنظمة الى "لجنة تحرير المغرب العربي " أن تدخل في مفاوضات مع ممثلي الحكومتين الفرنسية والإسبانية، على شرط أن تطلع اللجنة على سير مراحل هذه المخابرات أولا بأول.
_وحصول قطر من الأقطار الثلاثة على استقلاله التام، لا يسقط عن اللجنة واجبها في مواصلة الكفاح لتحرير بقية الأقطار. _وتم إمضاء ميثاق اللجنة من طرف "عبد الكريم الخطابي" وممثلوا الأحزاب الوطنية المغاربية التالية:
_ عن تونس: الحبيب بورقيبة والحبيب ثامر من الحزب الدستوري الجديد. ومحي الدين القليبي من الحزب الدستوري القديم. _ عن الجزائر: الشاذلي المكي والصديق السعدي من حزب الشعب الجزائري. _ عن مراكش: علال الفاسي وأحمد بن مليح من حزب الاستقلال، ومحمد العربي العلمي والناصر الكتاني من حزب الشورى والاستقلال، وعبد الخالق طريس وأمحمد أحمد بن عبود من حزب الاصلاح الوطني، ومحمد اليمني الناصري من حزب الوحدة المغربية.
وبالتالي فإن ميثاق اللجنة لا يختلف على ما نصت عليه قرارات مؤتمر المغرب العربي، وتألف مكتب اللجنة كالاتي:
الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي: وكيل الرئيس أنتخب بصفة دائمة.
الحبيب بورقيبة: الأمين العام ممثل"الحزب الدستوري التونسي الجديد".
"أمحمد بن عبود: "أمين الصندوق، "حزب الإصلاح"، وقد أنتخب "بورقيبة" و"أمحمد بن عبود" بصفة مؤقتة لمدة ثلاث سنوات.[33]
4 أهم المحطات التضالية للجنة تحرير المغرب العربي:
وقد كان "للأمير عبد الكريم الخطابي" دور هام في بعث لجنة تحرير المغرب العربي، حيث مثلت خطوة هامة وكبرى في تمثيلها لتشكيلة واسعة من القوى الوطنية المغاربية هذا من جهة، ومن جهة أخرى من حيث القرارات والمواقف التي اتخذتها في سبيل تحقيق وحدة النضال والكفاح الوطني والمغاربي، وهذا من خلال إجماع مختلف الحركات الوطنية المغاربية على رفض نظام الاستعمار والدعوة لمقاومته بمختلف الأساليب الممكنة،[34]وبالرغم من تداخل نشاط اللجنة مع نشاط مكتب المغرب العربي، إلا أن هذا الأخير اقتصر نشاطه كثيرا عللا العمل الاعلامي، في حين أن اللجنة كان من أعمالها العمل السياسي والدبلوماسي، وكانت تهدف الى أعمال أكثر ثورية في المجال السياسي، وهي العقيدة التي كان الأمير "الخطابي" مقتنعا بها، وهي العمل على تحقيق استقلال المغرب العربي وهو ما لمسناه من خلال تصريحه لمراسل جريدة "كونكورد الفرنسية" حيث قال: "يجب انجاز استقلال المغرب العربي في سنة واحدة وإن امتنعت فرنسا فإننا سنلجأ الى الأمم المتحدة، و اذا لم ينصف الشعب المغاربي فسوف نحتكم الى القوة"[35]
وقد اهتم اعضاء اللجنة بتنسيق العمل لكفاح مشترك وتوحيد الخطط،لتحقيق الاستقلال التام لجميع أقطار المغرب العربي، ومن خلال قراءتنا لميثاق اللجنة نلاحظ أنها ركزت على المفهوم القومي للمغرب العربي، إذ أدخلت عنصر الدين الاسلامي على المفاهيم القومية للمغرب العربي، وقد سعت لتوحيد الجهود ودعوة مختلف الأحزاب المغاربية للانضمام اليها، فانضمت كل من: "جبهة الدفاع عن افريقيا الشمالية بدمشق "، و"جمعية الدفاع عن المغرب العربي ببيروت" وانضم فيما بعد "حزب البيان الجزائري "[36].
وعليه فإن شعار الاستقلال التام قبل أي التفاوض مكن القضية المغاربية من جلب اهتمام الرأي العام العالمي، وقد شكل النشاط الدبلوماسي للأعضاء اللجنة في القاهرة عملا مشتركا ومنسقا، سواء على مستوى التخطيط أو التنديد حيث تم استغلال مختلف الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الشعوب المستعمرة ، وإثر انعقاد الدورة الثالثة للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في 26 نوفمبر 1946م سارعت لجنة تحرير المغرب العربي للتعريف بالقضية المغاربية في المحافل الدولية، وقد شاركت بوفد مكون من: "جلول فارس " و"أحمد مزغنة" و" المهدي بن بركة" بهدف توضيح خطورة الأوضاع والممارسات الاستعمارية في المغرب العربي. وقد تضمنت العريضة المطالب التالية:
1- إلغاء الأنظمة الاستعمارية الكائنة بشمال إفريقيا والإعتراف باستقلال المغرب الأقصى، تونس، والجزائر.
2- إنتخاب مجلس تأسيسي في البلدان الثلاث، وضع دستور ديمقراطي بها، وتحديد المصالح المشروعة للأجانب المقمين بشمال إفريقيا ضمن السيادة الوطنية.[37]
وبالتالي فإن لجنة تحرير المغرب العربي هي صورة ثانية وموسعة لمكتب المغرب العربي، نظرا لأنها ضمت ممثلي الأحزاب المكونة لمكتب المغرب العربي، خاصة وأن زعيمها الخطابي اعطى دفعا قويا لبعث اللجنة وتركيزها النشاط الجبهوي الموحد للعمل المغاربي المسلح.
4- الخلافات الداخلية وانعكاساتها على المكتب واللجنة بالقاهرة:
وبالرغم من مكتب المغرب العربي بالقاهرة شكل مثالا حيا وطلائعيا لتحقيق أول نواة واقعية وتطبيقية للوحدة بين أبرز العناصر الوطنية، وقد انطلق نشاطه بحماس مذهل ومكثف منذ تأسيسه عام 1947م إلى نهاية عام 1949م ثم تهمش بعد ذلك، وبسب عدة عراقيل انقطع تطوره وحصر حركيته، ومنها الظروف الدولية بعد 1949م إذ قلبت التطورات التى حصلت خلال الخمسينات المعطيات السائدة في الأربعينات رأسا على عقب، فيمكننا القول أن العجلات المؤدية الى استقلال دول المغرب العربي أصبحت تدور خلال الخمسينات بسرعة مذهلة،[38]وخاصة بعد أن قرار "الحبيب بورقيبة " العودة الى تونس واتصاله بالسفارة التونسية بالقاهرة التى أبدى لها استعداد التفاوض مع فرنسا على أساس منح تونس الإصلاحات مقابل عقد معاهدة تخول عدة امتيازات استراتيجية واقتصادية لفرنسا،[39]والتى جاء تتويجها في مارس 1956م
بحصول كل من المغرب الأقصى على الاستقلال.
وكما كانت الخلافات الحزبية داخل المكتب من أهم اسباب ليس فقط فيما يخص العلاقات بين أعضاء المكتب من مختلف أقطار المغرب العربي، بل وحتى فيما يخص الأعضاء من نفس القطر، ويعود سبب الاصطدامات الحزبية الى مشكلة التوفيق بين مبادئ وخطة وأهداف ومصالح كل الأحزاب التي ينتمي اليها أعضاء المكتب ومبادئ وخطة وأهداف ومصالح المكتب نفسه، وعلى المستوى الاديولوجي يتجلى المشكل في الاختيار بين إعطاء الأولوية للوطن ( تونس بالنسبة للتونسيين، والجزائر بالنسبة للجزائريين، والمغرب الأقصى بالنسبة للمغربيين) من جهة، أو إعطاء الأولوية للمغرب العربي ولو على حساب المصالح الوطنية، خاصة وأن بعض الظروف كانت تفرض على أعضاء المكتب الخيار بين الوطن والمغرب العربي، فتعددت الخلافات والمشاكل الحزبية والشخصية داخل المكتب.[40]
وبالنسبة للجنة تحرير المغرب العربي هي الأخرى لم تتمكن من تحقيق الأهداف التي سطرتها لنفسها، ومرجع ذلك للخلافات الشخصية والتباينات السياسية العميقة الموجودة بين أعضائها ففي حين كان الأمير الخطابي يعتبر أن تحقيق المطامح القومية للمغرب العربي تمر بالطريق الثوري وبالكفاح المسلح كأسلوب وحيد للقيادة، كان الزعماء الأخرون يتمسكون بالنضال السياسي وكانوا يقتنعون ان العمل المسلح هو وسيلة ضغط اضافية لدعم النشاط السياسي الذي هو الاساس الجوهري،[41]كما أن زعماء الحركات الوطنية المغاربية كانوا يخشون بريق الزعامة "للخطابي" والتفاف المناضلين الثوريين حول توجهاته الثورية، ولهذا لم يكن الزعماء المغاربة ملتزمين التزاما حقيقيا بأهداف اللجنة والمتمثلة في الاعتماد على أسلوب الكفاح المسلح.[42]
وبهذا فإن فكرة النضال المغاربي المسلح والتوجهات الوحدوية عندما وضعت على محك الممارسات الميدانية خاصة في جانبها الثوري، فإن الزعامات السياسية لم تقبل بهذا الواقع الثوري الذى دعى له "الخطابي"، ومنه فإن خلافات الأعضاء بالمكتب والتي عرقلت سيره الحسن على درب الوحدة، فهي نفسها التي كانت بلجنة تحرير المغرب العربي، فقد وجهت عدة تهم من طرف التونسيين (الرشيد ادريس والطيب سليم) الى المراكشيين بدعوى "لهضمهم لحق لتونس داخل المكتب"، وازداد هذا الخلاف تعمقا بين الحبيب بورقيبة و"الأمير الخطابي"، حيت اتهم بورقيبة باستلام أموال باسم اللجنة وتصرفه فيها،[43] وقد كان ايضا مشكل الخلاف ايضا بين التونسيين أنفسهم داخل المكتب بين "بورقيبة" و"الحبيب ثامر" بسب تصرفاته التي لم ترق "للحبيب ثامر" خاصة وأن بورقيبة كان يريد ادارة شؤون الحزب دون رقابة وتوجيه ودون محاسب، كما اتهمه "الخطابي" بالانحراف والتواطؤ مع الفرنسيين ضد حركة التحرير المغاربي، فازدادت حدة الخلاف مما دفع بعض الدستوريين للاتصال "بصالح بن يوسف" الأمين العام للحزب الدستوري الجديد، فسافر هذا الأخير للقاهرة لتسوية الأزمة وتمكن بالفعل من المصالحة بين المجموعة التونسية والمغربية في المكتب.[44]
ومما يظهر فإن بورقيبة كان يعمل وفق وجهته القطرية الضيقة من جهة، وكان على علاقة مع المخابرات الفرنسية من جهة ثانية، كما أن المخابرات الفرنسية كانت تعمل على تقويض أركان مكتب المغرب العربي ولجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة، فكانت تبعث ببعض عملائها الى القاهرة لإثارة المشاكل بين أعضاء المكتب واللجنة، وقامت ايضا بتكوين شبكة استخبارات لمراقبة نشاط مناضلي المكتب وعرقلة جهودهم الوحدوية.[45]
وهكذا فقد كانت تجربة مكتب المغرب العربي ولجنة تحرير المغرب العربي محطة هامة في مجال التنسيق السياسي والإعلامي بين دوله، ورغم كل هذا إلا أن تجربة المكتب ولجنة التحرير المغربيين لم تعمر طويلا، ولم تنجح في تحقيق هدفها الأسمى وهو الاستقلال التام لكل أقطاره عن طريق الثورة المغاربية، وهذا راجع لعدة عوامل وخلافات ايديولوجية وسياسية بين أعضاء المكتب، إلا أننا يمكننا القول بأن هذه التجربة كان لها دفع قوي في تجسيد التفاعلات النضالية للمغاربة بالمشرق العربي.
_ الهوامش
[1] - مالكي أمحمد: الحركات الوطنية والاستعمار في الوطن العربي، سلسلة أطروحات الدكتوراه، مركز دراسات الوحدة العربية، ط2، بيروت، يناير 1993م وأغسطس 1994م ، ص، 328.
[2] - محمد بلقاسم: وحدة المغرب العربي فكرة وواقعا 1954 – 1975، رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، إشراف: شاوش حباسي، جامعة الجزائر، 2008/2009، ص، 63.
[3] - أمحمد مالكي: المرجع نفسه، ص،450.
[4] - حيث تأسست جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية بالقاهرة في 18 فيفري 1944م ترأسها محمد الخضير حسين وهو جزائري الأصل تونسي الجنسية رفقة الأمير مختار الجزائري كنائب له والشيخ الفضيل الورتلاني أمين عام، اهتمت الجبهة بالتعريف بالقضية المغاربية لاطلاع الرأي العام= =الدولي والعربي على أوضاع المغرب، مستغلة فرص المناسبات الدينية وهذا من خلال المرسلات والمذكرات التي كانت توجهها للجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة سنة 1945م. للمزيد ينظر- محمد بلقاسم: الاتجاه الوحدوي في المغرب العربي 1910-1950، رسالة ماجستير، تحت إشراف أبو القاسم سعد الله، نوقشت بمعهد التاريخ الجزائر، 1996، ص-ص، 322-323.
[5] - حزب الاستقلال: تأسس في ديسمبر 1943م بزعامة أحمد بلا فريج وقد تشكل الحزب أساسا من أعضاء الحزب الوطني السابق (الذي تأسس في جانفي 1937م حين انفصل محمد حسن الوزاني عن كتلة العمل الوطني وتم تعويضه بأحمد بلا فريج) من رؤساء وأعضاء المجالس الإدارية لجمعيات قدماء تلاميذ مدن الرباط وفاس... إضافة إلى العديد من الشخصيات البارزة كالمثقفين والقضاة...، وطالب الحزب بالاستقلال ووحدة التراب... للمزيد ينظر- محمد ضريف: الأحزاب السياسية المغربية1934 – 1975، منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع السياسي، المغرب، فبراير 1993، ص، ص، 63، 40، 69.
[6] - محمد بلقاسم: وحدة المغرب العربي، المرجع السابق، ص، 62.
[7] - حضره ممثلون عن رابطة الدفاع عن مراكش وعن حزب الشعب الجزائري وعن الدستوري الجديد والقديم، وهم كما قدمهم رشيد إدريس في كتابه ذكريات عن مكتب المغرب العربي بالقاهرة: 1- عبد الكريم بن ثابت، 2- عبد الكريم غلاب، 3- إدريس السنوسي، 4- عبد المجيد بن جلول، 5- محمد بن عبد الله، 6 - المهدي بن صابر، 7- أحمد الوزاني، 8- أحمد مليح، 9- محمد الفاسي، 10- أمحمد بن عبود، 11- الطيب سليم، 12- الهادي السعيدي، 13- يوسف الرويسي 14 حسين التريكي 15- الحبيب ثامر 16- علالة العويتي 17-خليفة حواس 18- الشاذلي المكي 19- رشيد إدريس 20- الطاهر بن صالح، 21- أحمد المدني، 22- الأمين المدني، 23- الطيب بن أحمد. ينظر- الرشيد إدريس: ذكريات عن مكتب المغرب العربي في القاهرة، الدار العربية للكتاب، تونس، ص، 71.
[8]- يعود الفضل في تأسيس مكتب المغرب العربي بأروبا حسب شهادة يوسف الرويسي إلى مجموعة من المناضلين الوطنيين التونسيين المتواجدين بأوروبا ما بين سنتي (1942-1943)م، ومن بينهم يوسف الرويسي، الحبيب ثامر، الرشيد إدريس وحسين التريكي، وكان ذلك بتشجيع من الحاج أمين الحسني مفتي فلسطين الذي احتضن هذا المسعى منذ بدايته ووفر المكتب للمكتب فضاء بالمعهد الإسلامي الذي كان يديره بمدينة برلين، ثم ظهرت فروعه بباريس. ينظر- بوعلام بلقاسمي: مكتب المغرب العربي 1942-1947 - تطويرنا العمل المغاربي الموحد بين برلين والقاهرة، الندوة المغاربية "وحدة المغرب العربي" في ذاكرة حركات المقاومة وجيش التحرير، الرباط، 24 /26 يناير 2002 الموافق لـ 10/12 ذو القعدة 1422هـ، منشورات مجلة الذاكرة الوطنية، 2002، ص، 55.
[9]- حسين التريكي: سنمار الذاكرة، المجلة التاريخية المغاربية، منشورات مؤسسة التميمي، زغوان، تونس، العدد، 121، 2006، ص، 168.
[10]- عبد الرحمن عزام باشا: ولد في 08 مارس 1893م بالجيزة درس الطب في مصر ثم سافر إلى بريطانيا، تطوع في الجيش العثماني وحارب البلقان عام 1913م، تطوع في حركة أحمد السنوسي التي عرفت بحرب طرابلس، في عام 1923م عاد إلى مصر وبدأ نشاطه الساسي وأصبح وزيرا للأوقاف في عام 1939م، وعين أمين عام للجامعة العربية في 22 مارس 1945م إلى غاية 1952م، توفي في 02 جوان 1976م.ينظر- أحمد بشري:الثورة الجزائرية والجامعة العربية، ط2، منشورات ثالة، الجزائر، 2009، ص- ص، 19 – 20.
[11]- بوعلام بلقاسمي: مكتب المغرب العربي 1942 – 1947 - تطويرنا العمل المغاربي الموحد بين برلين والقاهرة، الندوة المغاربية "وحدة المغرب العربي" في ذاكرة حركات المقاومة وجيش التحرير، الرباط، 24 /26 يناير 2002 الموافق ل- 10/12 ذو القعدة 1422ه-، منشورات مجلة الذاكرة الوطنية، 2002.ص، 55.
[12]- عبد الكريم غلاب: ولد في فاس 1922م درس في جامع القرويين ثم التحق بكلية الأدب في القاهرة وتحصل على الإجازة في الأدب، كان له دور هام في مكتب المغرب العربي، بعد الاستقلال سنة 1956م عاد لوطنه واشتغل بالصحافة، والكتابات الروائية والأدبية، شارك في انتخابات 1977م وعين وزيرا، لكنه لم يهمل عمله الثقافي ومن أهم مؤلفاته: سبعة أبواب، دفنا الماضي، هذا الوجه أعرفه... للمزيد ينظر- مومن العمري: شعار الوحدة ومضامينه في المغرب العربي أثناء الكفاح الوطني، رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه، إشراف عبد الكريم بوصفصاف، جامعة منتوري، قسنطينة، السنة الجامعية 2009-2010.ص، 172.
[13] - علال الفاسي : الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، ط6، الدار البيضاء، 2003، ص، 376.
[14] - الرشيد إدريس: المصدر السابق، ص- ص، 81 - 82.
[15]-الرشيد إدريس: المصدر السابق، ص- ص، 87- 88.
[16] - أمحمد مالكي: المرجع السابق، ص، 454.
[17]- المصدر نفسه: ، ص، 91.
[18]- المصدر نفسه: ص، ص، 95، 99.
[19]- المصدر نفسه: ص، 101.
[20] - الهاشمي الطود: جيش التحرير المغرب العربي 1948-1955م أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف، الجزائر، 11-12 ماي 2001،ص، 24.
[21] - أمحمد مالكي: المرجع السابق، ص-ص، 450-451.
[22]- الرشيد إدريس: المصدر السابق، ص- ص، 101-103
[23]- محمد بلقاسم: الإتجاه الوحدوي، المرجع السابق، ص، 376.
[24] - أمحمد بن عبود: مكتب المغرب العربي في القاهرة ــ دراسات ووثائق ــ،منشورات عكاظ، الرباط، 1992، ص ــص، 10 ــ11.
[25] ــ المصدر نفسه: ص، 11.
[26]- نوال المتزكي: الأحزاب الوطنية المغربية ومكتب المغرب بالقاهرة، أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف، المرجع السابق، ص- ص، 151- 152.
[27] - عبد الله مقلاتي : العلاقات الجزائرية المغاربية إبّان الثورة الجزائرية،ج1، دار بوسعادة للنشر، الجزائر، 2012، ص، 33.
[28]- علال الفاسي: ولد سنة 1910م بفاس درس بجامع القرويين، فتزعم النواة الأولى للعمل الوطني بفاس فاحتج على الظهير البربري سنة 1930م تعرض للاعتقال، وبعد تحريره قام بجولة إلى أوروبا سنة 1933م، أنتخب سنة 1936م رئيسا لكتلة العمل الوطني، نفي إلى الغابون سنة 1937م إلى غاية 1946م، ثم عاد إلى المغرب ليغادره إلى القاهرة سنة 1947م ليواصل منها الدعوة للقضية المغربية وتنسيق النضال المغاربي في إطار مكتب المغرب العربي، في سنة 1958م بادر بالدعوة لمؤتمر طنجة، وواصل مهامه في رئاسة حزب الاستقلال ونشاطه في التدريس الجامعي والفكري إلى أن توفي في ماي 1974م، ومن أهم آثاره الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، دفاعا عن الوحدة... للمزيد ينظر- أسيم القرقري: علال الفاسي استراتيجية المقاومة والاستعمار، إفريقيا الشرق، المغرب الأقصى، 2010، ص، 16 وما بعدها.
[29] - أمحمد بن عبود: الجذور التاريخية لوحدة المغرب العربي – مكتب المغرب العربي في القاهرة نموذجا، الندوة المغاربية، المرجع السابق، ص، 47.
[30] - منور مروش: المناضلون المغاربة في القاهرة والكفاح المسلح في الجزائر، جيش التحرير المغاربي، المرجع نفسه، ص، 157.
[31]- عبد الكريم الخطابي: هو محمد بن عبد الكريم الخطابي من أسرة عريقة في العلم والوطنية كان والده قاضيا في إقليم الريف، ولد بأغادير سنة 1888م، أتم تعليمه بمسقط رأسه ثم قصد تيطوان، حيث واصل تعليمه الثانوي، ثم انتقل إلى مدينة فاس بجامع القرويين، قاوم الأسبان وانتصر عليهم في معركة الأنوال في ماي 1921م، ثم قاد حرب الريف ضد الاستعمار الفرنسي، فتحالفت ضده القوات الفرنسية والإسبانية فاستسلم سنة 1926م ليتم نفيه إلى جزيرة لاروينون بالمحيط الهادي، وفي عام 1947م التحق بمصر لمواصلة نشاطه التحرري لكامل دول المغرب العربي، توفي يوم 06 فيفري 1963م بالقاهرة ودفن هناك. ينظر- علي الإدريسي: معجم مشاهير المغاربة، جامعة الجزائر، المؤسسة الوطنية للطباعة، الجزائر، 1985، ص، ص، 186، 191.
[32] - علال الفاسي: المصدر السابق، ص- ص، 407 - 408.
[33]ـــ الرشيد ادريس: المصدر السابق، ص ـــ ص، 139 ـــ 141.
[34] - مومن العمري: المرجع السابق، ص، 188.
[35] - محمد بلقاسم: الاتجاه الوحدوي، المرجع السابق، ص، 381.
[36] - علال الفاسي: المصدر السابق، ص، ص، 412، 37.
[37] - الرشيد ادرس: المصدر السابق، ص، 141.
[38] - أمحمد بن عبود: المصدر نفسه، ص، 14.
[39]- الطاهر عبد الله: الحركة الوطنية التونسية- رؤية شعبية قومية جديدة- 1830- 1956، ط2، دار المعارف للطباعة والنشر، تونس، ص،76.
[40] - أمحمد بن عبود: المصدر السابق، ص ــ ص، 16ــ 17.
[41] - محمد بلقاسم: الاتجاه الوحدوي، المرجع السابق، ص، 398.
[42] ـــ زكي مبارك: محمد الخامس وابن عبد الكريم الخطابي ــ اشكالية استقلال المغرب ــ ،ط1، منشورات قيد بيرانت، الرباط، 2003، ص، 45.
[43] - محمد بلقاسم: المرجع نفسه، ص، 399.
[44] - عمار السوفي: رؤية في الخلاف اليوسفي البورقيبي جذوره وتداعياته، تونس، جانفي 2006، ص، ص، 25، 37.
[45] - محمد بلقاسم: المرجع السابق، ص، 401.
قائمة المصادر والمراجع
1. إدريس الرشيد: ذكريات عن مكتب المغرب العربي في القاهرة، الدار العربية للكتاب، ليبيا، تونس.
2. بشري أحمد: الثورة الجزائرية والجامعة العربية، ط2، منشورات ثالة، الجزائر، 2009.
3. بلقاسمي بوعلام: مكتب المغرب العربي 1942 – 1947 - تطويرنا العمل المغاربي الموحد بين برلين والقاهرة، الندوة المغاربية "وحدة المغرب العربي" في ذاكرة حركات المقاومة وجيش التحرير، الرباط، 24 /26 يناير 2002 الموافق لـ- 10/12 ذو القعدة 1422ه-، منشورات مجلة الذاكرة الوطنية، 2002.
4. بن عبود أمحمد: مكتب المغرب العربي في القاهرة ــ دراسات ووثائق ــ،منشورات عكاظ، الرباط، 1992
5. بن عبود أمحمد: الجذور التاريخية لوحدة المغرب العربي – مكتب المغرب العربي في القاهرة نموذجا، الندوة المغاربية، المرجع السابق.
6. الطود الهاشمي: جيش التحرير المغرب العربي 1948-1955م أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف، الجزائر، 11-12 ماي 2001.
7. ضريف محمد: الأحزاب السياسية المغربية 1934 - 1975، منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع.
8. عمار السوفي: رؤية في الخلاف اليوسفي البورقيبي جذوره وتداعياته، تونس، جانفي 2006.
9. الشيخ أبو عمران وآخرون: معجم مشاهير المغاربة، جامعة الجزائر، المؤسسة الوطنية للطباعة، الجزائر، 1985.
10. الفاسي علال: الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، ط6، الدار البيضاء، 200.
11. القرقري أسيم: علال الفاسي استراتيجية المقاومة والاستعمار، إفريقيا الشرق، المغرب الأقصى، 2010
12. العمري مومن: شعار الوحدة ومضامينه في المغرب العربي أثناء الكفاح الوطني، رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه، إشراف عبد الكريم بوصفصاف، جامعة منتوري، قسنطينة، السنة الجامعية 2009-2010.
13. عبد الله الطاهر: الحركة الوطنية التونسية- رؤية شعبية قومية جديدة- 1830- 1956، ط2، دار المعارف للطباعة والنشر، تونس.
14. مالكي أمحمد: الحركات الوطنية والاستعمار في الوطن العربي، سلسلة أطروحات الدكتوراه، مركز دراسات الوحدة العربية، ط2، بيروت، يناير 1993م وأغسطس 1994م.
15. مبارك زكي: محمد الخامس وابن عبد الكريم الخطابي ــ اشكالية استقلال المغرب ــ ،ط1، منشورات قيد بيرانت، الرباط، 2003.
16. المتزكي نوال: الأحزاب الوطنية المغربية ومكتب المغرب بالقاهرة، أعمال ملتقى مؤسسة بوضياف،المرجع السابق.
17. مقلاتي عبد الله: العلاقات الجزائرية المغاربية إبّان الثورة الجزائرية،ج1، دار بوسعادة للنشر، الجزائر، 2012.
18. مروش منور: المناضلون المغاربة في القاهرة والكفاح المسلح في الجزائر، جيش التحرير المغاربي،المرجع نفسه
19. المجلة التاريخية المغاربية، منشورات مؤسسة التميمي، زغوان، تونس، العدد، 121، 2006.
تعليقات
إرسال تعليق
مرحبا بكم في المكتبة العامة