درس مدخل إلى دراسة التاريخ _ الفصل الاول _ التاريخ و الحضارة _ جامعة إبن طفيل

- درس مدخل إلى دراسة التاريخ "  خالد غاوش " :

ـ مالتاريخ :

1 ـ تعريف التاريخ .

2 ـ كيف كتب التاريخ في العصور القديمة ـ القرون الوسطى و في العصور العصر الحديث .

3 ـ المدارس التاريخية : المدرسة الوضعية , مدرسة الحوليات , المدرسة الماركسية , والمدرسة الإستشراقية , ثم إتجاهات الحديثة للتاريخ ـ مجال المؤرخ ـ .

4 ـ مواد عمل المؤرخون أهمية الوثيقة التاريخية , الوثيقة التاريخية و التأويل , تحليل بعض النصوص التاريخية .

5 ـ تاريخ اليوم : التاريخ الإجتماعي السياسي و الثقافي , تاريخ الزمن الراهن .

ـ الأهداف العامة :

الوصول لجوهر العمليات التاريخية .

المراحل التي قطعها التاريخ .

فهم تصورات حول التاريخ , و كيف تطور الوعي بالذات و إرتباطها بالحديث ؟ وكيف يمكن الوصول لفهم تحرك الحدث ( لأي حد ما ) من داخل المجتمع ؟

- ما التاريخ ؟

إمتد مفهوم التاريخ عبر مجموعة من الحقب الزمنية حيث إنطلق من مرحلة الشئ و تصويره , فله معاني و دلالات متداخلة و متعددة :
التاريخ , التأريخ , المؤرخ , علم التاريخ , الحدث , الزمان , المكان .
كانت أولى إهتماماتها البشرية بالتاريخ و أحداثه و الوعي بالمجال منذ بداية ظهور الإنسان العاقل و إمتدت عبر مجموعة من الحقب التاريخية إلى ظهور زمن الكتابة مع مجموعة من الحضارات القديمة أهمها :
الحضارة العراقية القديمة وذلك حوالي 3500 ق.م ثم إمتدت إلى باقي أنحاء العالم القديم  أي مصر وبلاد اليونان و قد تعددت المذاهب و الإتجاهات الفكرية في محاولة إعطاء تعاريف وتفسيرات حركية للتاريخ عبر الزمن منها ما جعل التاريخ الأوربي هو الموجه للتاريخ العالم , ومنها من حاول جعل التاريخ ( العامل الإقتصادي ) هو العامل الجوهري الموجه للتاريخ ومنها من حاول التركيز على أهمية العامل الطبيعي في حركية التاريخ.
وهكذا ظهرت لنا مناهج متعدد وطرق مختلفة حاولت تحليل التاريخ وتحقق مننه فكان هدفها هو الوصول بالتاريخ إلى المنهج العلمي يتميز بالدقة و الموضوعية و التجرد .
إذن فسنحاول إعطاء تفسير لمعنى التاريخ و تطور التاريخي و مدى إرتباطه بالعلوم الإجتماعية ثم سنحاول تطرق إلى مجموعة من المدارس التاريخية .
يطرح لنا السؤال دائما ماهو التاريخ بالمعنى التاريخي ؟ كيف تطور هذا التاريخ ؟ ما هو أسس الفكرية ؟ وما هي شروطه المادية ؟

- المحور الأول : ما هو التاريخ :

تعددت تعاريف التاريخ التي وضعها القدامى و العلماء عبر العصور وذلك لمصطلح التاريخ و إنطلاقا من هذا الأساس فإننا نجد معنين متداولي لهذه الكلمة يختصوا أولهما بالمعنى , ويتصل الثاني بالموضوع فقد تم تفسير التاريخ حسب التوجه و الإنتماء الفكري  والعقدي , و المرجعيات  لكن تبقى كل هذه التعاريف تتكامل فيما بينها لتقدم لنا تعريف شامل للتاريخ الذي إمتد منذ إختراع الكتابة و تدوين إلى حدود الزمن الراهن .

1 ـ المعنى اللفظي :

يرجع مفهومه من الباحثين لفظة التاريخ إلى لفظ راش وهو لفظ يوناني يعني القديم , وهو اللفظ االذي أتى منه مصطلح علم الأثار أركيولوجيا أما اللفظ هستواغ وما يقابله بالإيطاليا هيستوريا وفي الفرنسيو هيستواغ فكلها مشتقة من كلوة ستوريا اليونانية و معناها الحكاية و قد دخل هذا اللفظ للغة العربية قبل الإسلام بمعنى الحكاية أو القصة أول من إستعمل لفظة التاريخ في الإسلام هو الخليفة عمر بن الخطاب عند إدخاله التقويم الهجري .

هناك تعريفات متعددة  للفظ التاريخ في العربية :

-  تعربف السخوي :

" إن التاريخ في اللغة معناه هو الإعلام بالوقت و في الإصطلاح هو تعريف بالوقت الذي تضبط فيه الأحوال وموضعه الإنسان و الزمان " .

- تعريف إبن خلدون :

فقد طرح لنا نظرة جديدة لمفهوم التاريخ حيث جعل التاريخ مشروعا لدراسة الأحداث من جوانب متعددة إقتصادية إجتماعية وسياسية فقد عرف تاريخ قائلا " أما بعد فإن فن التاريخ من الفنون  التي تتداول الأمم والأجيال , إذ هو في ظاهرة لا يزيد عن أخبار الأيام والدول و أيضا من القرون الأولى . و في باطنه ننظر و تحقيق و تحليل للكائنات و مبادئها الدقيقة , وعلم بكيفية الواقع و أسبابه العميقة لذلك فهو عريق للحكمة وجدير بأن يعد من علومها "
و يرى إبن خلدون رسمة ميادين الدراسة التاريخية قائلا " كانت حقيقة التاريخ أنه خبر عامل إجتماعي الذي هو عمل أن العالم و ما يعرف وما يعرف للطبيعة من هذا العمران من أحوال مثل التوحش وتأنس و العصبية وأصناف تقلبات البشر بعضهم على بعض وما ينتجه البشر بأعماله ومساعيه من الكسب والمعاش و الصنائع .

2 ـ المعنى الإصطلاحي للتاريخ : المعنى مرتبط بموضوع التاريخ .

- إختلفت معاني لفظة التاريخ عبر العصور نتيجة عدة عوامل أهمها التطور الفكري .
- التساؤلات المنهجية و الموضوعية  وهنا يمكننا أن نلمس التطور الذي عرفه مفهوم التاريخ بسبب العصور القديمة ومن تصورات عديدة من الفلاسفة و المؤرخين وهي كلها تمكننا من أن نصل إلى إستنتاج معين حول تاريخ الذي يرتبط بإنتاج متبادل ما بين : الزمن + المكان + الإنسان = الحدث .
هذا الحدث الذي سرعان ما يتطور فيصير تاريخا وهنا أن نميز بين التاريخ و التأريخ.

أ ـ معنى مفهوم التاريخ :

التاريخ بكونه هو مجموعة من الحوادث و الصياغ التي تشكلت عبر حركة التاريخ في الزمن . 

ب ـ التأريخ :

أما التأريخ فهو محاولة وضع الأحداث و الصيغ و الحقائق موضع الدراسة و التحليل و الخروج منها بأفكار معينة  قد ترقى إلى مستوى التعميم ومن هنا إتسعت هذه الأحكام لتشكل لنا نظريات و قوانين  معينة وهو ما يعرف اليوم بالتاريخ العلمي الإ أن الحديث عملية التأريخ تبقى إلى اليوم محل جدل العديد من المفكرين .

3 ـ تعريفات التاريخ عبر العصور :

إعتبر أفلاطون التاريخ تكميلي بل السائدة كانت الأسطورة وجعل في وضعية دونية ( دون مستوى) بأن التاريخ هو الزمن .

ـ تعريف أفلاطون :

بأن التاريخ هو الزمن المتغير لذلك ففي الصفات العلمية حيث أنه كان خاضعا للاهوت و ممزوجا بالأسطورة .

ـ تعريف إدواركار :

التاريخ هو عملية متميزة من التفاعل بين المؤرخ وواقعه و حوار بين الماضي و الحاضر و المستقبل أي أنه زمن مسترسل .

ـ تعريف هيغل :

يعرف هيغل التاريخ هو عملية عقلية منظمة خلاقة تهدف لمحاولة فهم جديد للتاريخ وقال بأن التاريخ ليس هو الماضي و الحاضر فقط بل هو المستقبل أيضا أي أنه بعبارة أخرى هو نمو الفكر والعقل الإنسان عبر الزمن .

ـ تعريف فرونيل ثرودي :

يؤكد أن التاريخ هو علم مرتبط بالإنسان و الزمان و المكان شريطة أن تكون علوم الإنسان الأحرى بحواره كما إعتبر أن التاريخ أداة من أدوات معرفة الإنسان ومدى تطوره عبر الزمان و المكان.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نموذج إمتحان ولوج سلك الماستر مسلك التاريخ و الحضارة , " ماستر تاريخ المغارب و العالم المتوسطي " :