لا حياة لمن تنادي : معانات البوادي أو الدواوير المغربية دوار بني كولش نموذجا .
لا حياة لمن تنادي : معانات البوادي أو الدواوير المغربية دوار بني كولش نموذجا .
ستظل البوادي المغربية النقطة الأضعف في الدولة المغربية و ذلك بسبب التطورات الحضرية التي تقتصر على المدن فقط فبالرغم من الترقيعات البسيطة التي تتعرض لها البوادي فهي غير كافية و قد تكون هذه الترقيعات صورية فقط أو من أجل غلق الأفواه هذا و إن وجدت أفواه مفتوحة . فمثلا بدوار بني كولش ( الواقع بجهة طنجة تطوان الحسيمة إقليم وزان جماعة قلعة بوقرة ) منذ سنوات مضت كانت الأشغال قائمة على قدم و ساق من أجل إمداد الساكنة بالماء لكن للأسف تم أمدادهم بأنابيب مدفونة دون ماء وها قد مر هذا المشروع العقيم و صدأت الأنابيب وظلت ساكنة تعاني من نقص في الماء .. و لكن لا يمكن أن ننسى المشروع الذي أعطى نفس جديد لدوار بني كولش و هو ربط الدوار بجماعة قلعة بوقرة بالطريق المعبدة و فكه من العزلته و خاصة في فصل الشتاء و للأسف تم إيصال الطريق إلى الجزء العلوي من الدوار ( الدشار ) فقط و كأن الأجزء الأخرى مقعدة لا تحتاج إلى طرقات صالحة لتلبية حاجياتها الضرورية فعلى سبيل المثال جهة تفراوت أو العزابة و الواد هم من يعانون من سوء الطريق خاصة في فصل الشتاء كما أنهم في معزل عن المحلات التجارية و المدرسة فساكنة لا تطالب بإنشاء شوارع لها إضاءات ليلية أو ممر الراجلين و إشارات المرور بل تطلب طريق لا تنقطع على الساكنة و الأطفال أثناء توجههم إلى مدارسهم في فصل الشتاء بل تريد طريق لا تعمي العيون في الصيف بل تريد طريق لا تتعطل فيها السيارات ... قد لا يكون هذا المطلب بعيد المنال فالأشغال الأن جارية على مجموعة من الطرقات بدوار بني كولش من أهمها الطريق المؤدية إلى تفراوت و العزابة و الواد . لكن يبقى التساؤل هل ستتم هذه الإصلاحات وفق الشروط المطلوبة و بمصداقية وجودة عالية أم سيبدلون الغبار القديم بآخر جديد ؟ هل سيضعون على هذه الطرقات مساحيق التجميل فيأتي الشتاء بخيره و يظهر الوجه الحقيقي فتتراكم المساحيق الحديثة في المجاري المائية .
بعيدا عن التساؤلات التي قد تصيب أو تخطئ فالساكنة الكولشية متفائلة بهذه الأشغال القائمة منذ بداية عام كورونا(2020) تقريبا و أكبر دليل على هذا التفاؤل هو أن الساكنة تضحي بجزء من أراضيها من أجل توسيع الطريق و تضحي بأشجارها المثمرة من زيتون و تين فلا تبدي إستياءا عن فقدانها لأن القادم الأجمل بإذن الله كما أن الساكنة تستظيف العمال الذين يسهرون على تجهيز الطريق فتقدم لهم وجبات في فترة الإستراحة وجبة الفطور و الغذاء و وجبة أخرى عند إنتهائهم من العمل في آخر اليوم أو مايسميه الساكنة " كاسكروط أو الكوتي " .
يمكن القول أن الأشغال تمر على أحسن وجه فقد تمت الإصلاحات الأولية من منطقة السداري أو المعروف عند الساكنة بحانوت الزيادي و نصف الطريق المؤدية إلى الواد إلى حدود المنطقة المعروفة بإسم الهوتة دالحواض . كل هذه المناطق بالجزء السفلي من دوار بني كولش أي بالعزابة كما قاموا بتجهيز جزء من طريق تفراوت و الأن الأشغال متوقفة نظرا لحلول أيام عيد الأضحى المبارك فالعمال يقطنون في مدن بعيدة جدا عن المنطقة التي يشتغلون بها فمنهم من يسكن براشيدية و منهم من يقطن بمدينة ورزازات ...
بعيدا عن الماء و الطريق فاللنتحدث قليلا عن مشكل إنقطاع الكهرباء , فظاهرة إنقطاع الكهرباء بدوار بني كولش و غيره من الدواوير تحدث بسبب أو بدون سبب وإن كانت هناك أسباب فهي غير مؤكدة و لكن في عام 2020 و خاصة شهري يوليو و يوليوز عانت ساكنة العزابة من إنقطاع دائم أو شبه دائم طيلة الشهرين المذكورين وسبب الإنقطاع الرئيسي مجهول فهناك من يقول أن محول الكهرباء الخاص بجهة العزابة به عطل و هناك من يقول أن أحد الخيوط الرئيسة بها ماس كهربائي و الأغلبية ترجع السبب إلى سرقة الكهرباء من الأعمدة لسقي القنب الهندي ( الكيف ) و هناك ... و هناك ... و هناك .... تظل هذه هي الأسباب التي يروج لها فكل جهة تغني بلحنها الخاص و يبقى السبب الرئيسي مجهول و الساكنة لا تحرك ساكنا فعلى ما يبدوا قد بدأوا حياتهم الجديدة بدون كهرباء و و جدوا البديل ( الشمع و القناديل ) فالعالم يتطور و البوادي المغربية تتخلف ... فالتستمر الساكنة بالكلام و إختراع الاسباب لعل الكهرباء تخجل من إنقطاعها المستمر و تصلح نفسها بنفسها و ترأف لحالها المتعب بالكلام الذي لا طائل منه .
تبقى هذه هي المعاناتات الرئيسية لأنها تمس أشياء ضرورية لا بد من توفرها لكي تتوفر الأشياء الأخرى فالطريق الجيدة ستمكن الساكنة من التنقل لتلبية حاجياتهم الضروية كزيارة الطيبب و إقتناء المشتريات الضرورية و الإهتمام بالفلاحة التي لا تقتصر على زراعة القنب الهندي فقط فدوار بني كولش دوار فلاحي مائة بالمائة فهو يتوفر على الكثير من أشجار الزيتون و التين ( الكرموس ) و ضيعات العنب إلى غير ذالك من خيرات . و إن كانت الطريق متوفرة سيتمكن الأطفال من الوصول إلى مدرستهم كل يوم من دون خوف . و إن توفرت الكهرباء ستتمكن الساكنة من طحن حبوب القمح على الأقل و ستتمكن من التواصل هاتفيا مع عائلاتهم و سيتمكن التلاميذ و الطلاب من تتبع دراستهم عن بعد في ظل إنتشار فيروس كورونا و سيتمكن المقبلين على الوظائف من البحث و المراجعة و تقوية قدراتهم من خلال الأنترنيت التي سرعتها كسرعة السلحفات فمشكل الأنترنيت مشكل آخر عويص و أهم شيئ و بصفة عامة لن تضطر الساكنة للعيش في الظلام , و لكن لا حياة لمن تنادي لن يتحقق كل هذا إن ظلت الساكنة على صمتها .. إن ظل الصمت سيد الموفق قد يظل الدوار بدون طريق و ماء و كهرباء .... إلى الأبد وسيبقى الدوار في النهاية على حاله منعزل متخلف مهمش بالرغم من أن حاله أفضل بكثير من حال الدواوير الاخرى و حاله أفضل لأنه يتوفر على العديد من المحلات التجارية و المقاهي و مطحنتين لطحن القمح و مستوصف و مدرسة مركزية و مجموعة من المساجد و في فترة إنتشار فيروس كورونا و فترة الحجر الصحي خاصة كان يقام سوق أسبوعي كل يوم الأربعاء بالدوار و هذا بفضل نصف الطريق المعبدة , فما بالكم إن كانت كل الطرق معبدة سيزدهر الدوار بدون شك .
تعليقات
إرسال تعليق
مرحبا بكم في المكتبة العامة